السبت، 6 يوليو 2013

-

تأخرتَ كثيراً ..
قدمتَ بعد أن أخمدتُ نار لهفتي .. بعد جفاف عشقي وتيبّس أوراقي الحالمة
لأنني أحببتك برجاء فاخر .. أهدرت بك الشعور
نعم .. لأجلك طالت الليالي وسال منها عبير الورود على جبيني
لأجلك أنا أجمل ، وأكمل ، وأفضل
كان كل شيء لأجلك .. حتى اللحظة الذي بصمت على قلبي خيبتي
وأثبتّ بها عدم استحقاقيتك .. لجماليات ذاك الربيع ، فحالَ خريفاً كئيباً
همست سماؤه لي برياح مؤنبةٍ زاجرة .. جرفت معها روائع وريقاتي
أزالت بيّ كل ما لا تكترث به .. بينما كان يطفو فوق أجمع حاجاتي !

كنت برفقتك أشعر بأن لساني عاطل عن العمل
وأن حنجرتي محشوة بالرمال ..
كان يوجد بك شيء ساحر .. يخدّر بي كل قدرة دون الغرق بك
وبرفقتي أنت لم تعلم ولم تدرك .. بما خلف الرمال وما يحمل ذاك اللسان
أفكاري تدّب بي كالزلزال .. لا مفرّ سوى الخلود فيه
لم تصبر عليه عكازة حروفي أبداً ، ولم يهطل نحوه غير الدموع
ما عادت حاجتي تؤرق نومي بقدر ما يفزعني وجودها في الماضي
أحببتك بجنون كان يرضخني لكبريائك .. كنت هشة تقودني قسوة رياحك
وكنتَ متردداً .. حتى اليوم الذي أسدلت بها ممحاة غضبي أجفانها ، واستأصلت تفاصيلك مني
تأخرتَ كثيراً ..
لحدّ أخجل منه بوجود حديث يسري بيننا .. وأخجل من خطواتك البائسة نحوي
لأنني بقايا .. ولأنك أكثر من تراكم شخصيات عشوائية
لا أميزك أبداً حتى مع سماعي لنبرة صوتك المعتادة ..
شاكرة أنا ..
لغضب ممحاتي الحنونة ...

ثمة حماقة تلقب بالحب ، وما هي سوى دوامة عميقة
لا يقتلعك منها سوى حضور جرحٍ أعمق
وأنت بأفعالك ، كنت كمن يُحمّل على عاتقي وعوداً مكهربة
تدبّ في رمادي شغفاً مضطرباً .. ثم تحرقه بلمسة تافهة
ولا يوجد ما يحرض بنا الفوضى أكثر من ضوضاءٍ خالجتنا
فأنهت بنا الأماكن .. واستعمرت أوقاتنا ومساحات فكرنا
ليأتي أحدهم وينهيها على عجل وينذثر ونندثر !
صدقني ..
ما مِن إحباط أقوى من جعلنا نشعر بأن أحلامنا ..
تفاصيلنا .. رسوماتنا وأقلامنا ..
كانت فقاعة ضخمة عابرة .. أنهاها دبوس إبرة !

الاثنين، 1 يوليو 2013

تأتي لحظات ترمي بنا إلى قاع اليأس .. تشعرنا بأنها النهاية
تخنقنا حزناً بأن الماضي لن يعود ، وأن ما رحل لا يعوض
هذه كانت دوامة أحزاني حينما افترقنا
في أحجيتنا الطويلة المليئة بالعقبات , حين قرر كلاً منا الهروب
مضت السنين ونحن نبحث عن الحياة
وأنا أدرك أن قلبك هو المستقرّ .. وأنت تؤكد أن لا وطن لك غيري
أبكانا الشوق ، حرقنا الحنين .. استفزتنا الغيرة
كافحنا كثيراً من أجل أن نبحث عن عمرٍ يخلو من شجاراتنا
لم نعلم أن شجاراتنا هي الحياة .. وأن خلافنا هو الاستقرار
متماثلين كثيراً ، لدرجة لا نتفق بها على شيء
وأكثر ما حرقنا .. أننا نملك درجة الغيرة ذاتها
على أي شيء وعلى أتفه شي .. ظننا أن فوران دمنا هو ما يخنقنا
لم تعلم ولم أعلم حتى الآن .. بأن امتلاكنا لبعضنا هو المتنفس الوحيد لنا !
أدركنا في ذات الليلة ، ضخامة حجم الشوق .. وألم الحب حين يُكتم في القلب حتى ينفجر !
أقبلت أولاً .. همست لي .. اشتقت لكِ .. فما كان جوابي سوى البكاء
ولأنك تعرفني أكثر من أي شخص آخر ، قرأت حروف دمعاتي
تفحصتني كما اعتدتك باهتمام ، لتجد ذاتك في جميع أجزائي
وتجد قطعة منك في كل خلية مني .. تجد لهفتي في قطرات دموعي
نظرت إلى عمق عينيك الذي لطالما أحببته ، فوجدت طريقي وأحلامي
هناك وحسب ، أشعر بالوطنية والأمان
همست لي : اغتربت بدونكِ كثيراً
فعادت إلى بالي مقتطفات سنيني دونك كلحظة بائسة خالية من التفاصيل
جافة لم أعرها بالاً .. ثم عدت إلى أيامي السابقة معك
لأجد أنني أتذكر تفاصيل التفاصيل ، وأجد أنني أحبك كثيراً ! لحدِّ مُرهق !
لدرجة ترسم على ملامحي اللهفة لمجرد مرور ذكرياتنا الصغيرة
فاستقبلتك حينها أحضاني لتلون بوجودك سويعاتي الكئيبة
ربما قدرّ لنا يا حبيبي طول الفراق ، لندرك أن ما لنا غير بعضنا وإن أرهقنا الحب !
ربما تسير مساراتنا متعرجة حين نبقى سوياً .. ولكنها متوازية ومتكاتفة نحو مستقبل واحد
ربما كانت أنانيتك لا ترضيني ، وربما كان حبي يرهقك .. ولكن شغفنا قد أسعف الأمر
فاترك لأيامنا أن تتشرب أهمية وجودنا سوياً .. حتى يصبح الصيف براداً وسلاماً !
قد كان الأمر حولك دائماً .. قد كنت الوحيد الذي استوطن بالي المتعجرف
ما غيرك أحد وإن بحثت عن خيار آخر ، فما زلت أجد أن أمري يتعلق دوماً بك
حبنا أوصلنا لاستنتاج يحكي لنا بوضوح ، أننا برغم بحثنا عن خيار آخر .. سنجد الشوق يتنزعهم من قلوبنا الناجية
رسالة هي أيام الحرمان .. هي أيامٌ ظللنا بها الطريق نحو بعضنا .. بحثنا بها عن بديل
وما من رضاً أجده في غيرك أبداً
هاهو قلبي قد شد أشراعه المرتخية ، واتجه نحو شمس محبتك
فأشرِق في ابتسامتي .. وفي كلماتي .. في عفويتي ونهاية يومي
إنني لأجلك , عدت أتعلم أبجدية البوح .. وانهمرت حروفي المخنوقة
لأجلك .. دوماً وأبداً أسرد غرامي ، فيا أهلاً بك مصدراً لإلهامي