الأحد، 18 أغسطس 2013

أتظنني غاضبة ؟
وهل أنا في المكانة التي تسمح لي أن أكون غاضبة عليك ؟
أن أشرع رايات الاستياء وأملي على الملأ حروف العصيان
وأخرج من دوامتك الراكدة إلى حرية مليئة بقيود الاستسلام
أن أتخذ غيرك مجرافاً ليسير بي إلى كل محل وأي مرسى, مادمت لا تتخذه عرشاً لمملكتك اللا مكانية
في ليالٍ امتصَ منها الأسى كل إشراق وبقيت ذابلة بائسة
لا تتحرى من بقائها سوى أن تحول فُتاتاً فتطير مع هبوب الرياح
هل في معاجمنا كلمة تعبر عن الصمت الذي يسيطر على مجرى الصوت ؟
فيكون كالسد أو أكثر تجاه تلك المشاعر الذي تزاحمت بقسوة فاختلطت لتتكتل ؟
تعود بعد ثلاثة أشهرٍ من الغياب .. بثلاث كلمات تحطم فيني جدار الكبرياء الهش
" ماذا تريدين مني ؟ "
بعد أن أغلقت باب الرغبات وحطمت فيني الإرادة وقيدت فيني المضيّ
يئس الشوق مني وملّت كلماتي انتظار خروجها نحوك .. ما بقي من الاغترار سوى الانكسار
أعلم أنك الوحيد الذي يعلم ماذا أريد
أعلم أنك من استوطن قلبي قبل قلمي .. ومن اختتم أوراقي في محاولة لوصف عينيه
أعلم أن العشق لم يُخلق لغيرك في داخلي .. وأن فيك هيبة رهيبة ترهب قلبي فيهرب منها نطقي
سارعت باقتناء نظارة سوداء حالكة ، قررت أن أرتديها عندما ألتقيك
ابتعت معطفاً سميكاً ذو أكمام غريبة فائقة الطول ، يخفي أصابعي عنك .. لأغرق فيه فلا تقرأ فيني اضطرابي
كل هذا كان لأني أعلم أني أمامك كتابُ مفتوح .. وأنت سيد الكتاب
أخفي عنك كل عتاب يبدو على عيناي الجامحة ، هل غيرني غيابك لدرجة تجهلني فيها ؟
وكيف تراك لا تعلم ماذا أريد منك ؟ وأنا أملي عليك كل ليلة
أنك تلك الروح التي أبحرت بداخل قلبي واستعمرته وحفظت منه كل جزء
بأنك تفهم فيني حتى الصمت .. وتقرأ بي السطور الممسوحة ، وتستخرج مني مالم يدوّن بعد !
غيابك هز أراضيك المحتلة بداخلي .. وهدّ المشاريع والأحلام التي عاشت داخلي دون مالكها
وسؤالك كان كمثل الأديب الذي يسأل أحد قرّاء نصوصه عن سير الأحداث التي خطها بيديه !
لا أبداً .. فأمامك لن أغضب .. ولن أعتب
جرم الرحيل الذي ارتكبته .. كان كعقاب شديد لطفل تفطمه في منتهى جوعه
وتضوري كان شديداً لدرجة تجعلني أسبقك في استدارتي نحو العقاب .. ومن ثم الغياب !

الجمعة، 2 أغسطس 2013

شاءت الأقدار أن تجعلك تلك القطعة المفقودة والأحجية المجهولة في عالمي
أن تختلط في قلبي كما يتلذذ المرء بمرارة القهوة حين يتناولها مع قطع حلواه المفضلة
بأن يذيقني وجودك حلاوة عينيك .. ومرارة صعوبة الوصول إليك
أن أحلم بك كل ليلة .. ولا أجدك بسنيني سوى ليلة
أن أتدرب على لقائك كل ساعة .. وأن تضيع حروفي في ساعة احتضان أذني لخطواتك مقبلاً
أن تقبل ومعك فراغ تحاول ملأه بحروف عشوائية .. وأن ألقاك بامتلاء يتعثر على هيئة صمت
أن أتأملك بقلب تزدحم فيه المشاعر تجاهك ، وأن تبادلني النظر بقلب غير قادر على الاستقبال
أن تنسى لقائي فور ابتعادك ، وأن أحتفظ بلقائك كأثمن ذكرياتي .. وأسترجعه قبل رقودي
بمثل هذه الأحاسيس ، أستشعر كونك الوقود اللا مبالي .. ثمين يملؤني بالفكر والدروس
يشعل بي الشعور ويوقد بي الاستياء .. وبرغم هذا وذاك ، يتركني أختنق بلا أنفاس
يأتي ليشحن بي الرغبة بالمضي نحوه .. ثم يرحل ولا أرتحل إليه
أنا لا أغضب أبداً لكونك لست لي ، أنا أشفق على ذاتي التي أوقعت اختيارها عليك دون مقدمات
ساخطة لكوني أتخطى كل شيء سوى كونك ذاك السد المنيع الذي يمنعني من الانهمار
أن يسد باب وجودك وباب بوحي .. أن تُدفن الكلمات في تراب ذهبي فاخر
وأني أتقن الحصول على كل شيء سواك ، فلست أقترب .. ولست بعيدة بعد !