الجمعة، 26 أبريل 2013

" تغيرتِ كثيراً .. ! "
قالها لي باستنكار .. بعد دهور من غيابه
واستنكرت أنا كونه يشعر بمثل ذاك الاستغراب لتغيري .. ربما لأنه لا يعلم
بأن الكل عليه أن يتغير .. وأن من يتغير فهو يعني بذلك أنه يسير في طريق حياته بالشكل السليم
أنه بذلك يستفيد من ندوب الأمس فيصحح الأخطاء بدلاً من تجاهلها
كتلك الندوب العميقة التي ترسّخ فينا العديد من الدروس .. وأقرب مثال لتلك الندوب هو أنت !
أنا وحسب ، قد تعلمت أن أستمد من الندوب الوقاية بدلاً من التعاسة
تعلمت أن أبادلك لعبة الاستغباء ، وأن أمارسها على الجميع من أجل ألا أخسرهم
تعلمت التأني وتجنب الاندفاع .. لأن الطريق الذي يجري به اثنين يحول دوماً لأن ينقسم
على عكس ذاك الذي يسير به الاثنين بتأنٍ كما نوينا ولم نفعل
بك توخيت الحذر في خطواتي .. وأمعنت التفكير في انفعالاتي
لأنني كنت أرغب أن تحلق بي نحو النجوم ، وانتهى أمرنا بأن ألقيت بي بالحضيض
لم أصبر كثيراً على حضيضك ، ورأيت به حظ وحث لصقل أحلامي
تعلمت أن أصنع أجنحتي بنفسي .. أن أحملني نحو السماء ومن ثم أنتقي بنفسي نجومها
أطال هو تأمله في تلك القناعة الراسخة داخل عينيّ
يبحث عن بقايا ضوء لقديمي .. ولكنني هجرت فكرة تقديم المحبوب على الذات
تآكلت العبارات أمام الإصرار ، واختتم كتاب زمن الاهتمام المفرط
اهتزت بداخله ثقة وجودي .. وانفجرت فيني التجارب المدمية .. فكانت نتيجة حذري مذهلة
عاد ليستعيد ما لن يعود .. فاسترجعت أنا كرامتي بخيبته

الأربعاء، 10 أبريل 2013

ذاك يستشعر الحزن في عينيّ ، يشاركني إحساساً لم يخوضه
ضئيلة تجارب دنياه مقارنة بعثراتي .. وكيف لي أن أبوح ؟
أعانقه بيأس ، ونحن حين نعانق أحدهم .. فإننا نوقظ جروحنا الغافية منذ دهور
ونزيل الغبار عن آلام قديمة أعطتنا من الضعف ما يدمينا
بعناقك أيها الغريب .. فتحت بوابة الحنين أشراعها بانتصار
يريد أغلبنا أن يبث حزنه بطريقة راقية ، تبتعد تمام البعد عن الانهيار
ولكن الفقد حين يقودنا ، يعطينا أحياناً بعض الأمل
يوهمنا بالاستمرار وبأن الدنيا ستعيد لنا من نحب
سوى فراقه أيها الغريب .. فراقه ما أنهى دموعي وأنهاني
لأنني حين أفلت يده .. أيقنت بأنه لن يعود .. برغم تخليفه للكثير من بقاياه هاهُنا
تمزقني التساؤلات والقلق ، حيث انقطع حبل اتصالنا بأبدية مرعبة
موحشة هي الليالي بلاه .. وحين أهرب إلى النوم ، أجده يملأ منامي
غريبي المتسائل .. دعني قبلك أتساءل
هل جربت من قبل فقداً يجعلك ترش بعطر الحبيب كل ليلة في أنحاء مغفاك
ثم تغمض عينيك لتخاله قريباً وتنام ؟
وهل جربت الغربة في مكان تعيش به ، لأنه لم يعد هنا ؟
هل جربت أن تنتهي أحلامك بدمعة وحيدة تهطل على كتفٍ يشد عاتقه ؟
وأن تتأمل مقفاً يرتحل دون أدنى كلمة ، بغموض لا جواب له ؟
هل جربت أن تملأ فاهك بطعام تمقته .. لأن شوقك يقودك لتقليد من تحب في أصغر التفاصيل ؟
أن تدفن ذاتك وتتلبس أحدهم لأنك تشعر بالضياع التام بدونه ؟
أن يتلاعب بك الشرود لدرجة تجعلك تسمع صوت ضحكاته ، ومن ثم همسه .. وسط الزحام ؟
وأن تتداخل الوجوه وسط الزحام ، فيظهر ثغره مشرقاً نحوك ، بين قيود الوهم ؟
أن تتشبث بالأيادي والأصدقاء .. وتخشى مغيبهم لثواني .. حتى لا يتكرر خوف جديد
وهل جربت أن يفتك بك الحنين لدرجة تتمزق بها كل القيم ؟ فما تميز نفسك الجديدة على الإطلاق
أن تكون الليت شعاراً جديداً في حياة بائسة التي اعتدت بها التفاؤل بسبب وجوده ؟
ما جربت من ضجيجي سوى النهاية ، ولم تشهد غير النتيجة
فليس لك أن تستئصل في الكلام شيئاً على الإطلاق ، في بوحنا سوياً لا جديد
في بث الحروف تنظيم للفوضى التي تحدث بداخلي ولا أكثر .. تبقى أبداً بداخلي على الرغم من الصمت !
غريبي .. الدنيا غربة تامة في العتمة ، فاختر من يضيء عالمك باحترافية
أبعد قلبك مبكراً عن كل تعاسة تذوقها من أحدهم ، واحذر تعلقك بالغائبين
فإن قلة حيلتك التي تتلو رحيلهم ، ستكون أشد معركة تخوضها في حياتك !

الجمعة، 5 أبريل 2013

في وسط ازدحام قلبي وارتطام أشلاء خيباتي المتواصلة أعي كم كلفني إبقائك في قلبي الكثير من الجهد
وأعي أن ربي استجاب دعائي "ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به" وانتزعك من حياتي
أدركت أن أنفاسنا داخل دوامة حبنا محدودة .. وأن طريقنا سوياً يغلق أبواب حريته بأوجهنا
فقررت بحالي أن ننشطر ، نحن الذي تعاهدنا أن نقيم أيامنا بكيان واحد
فأنت لم تكن يوماً من الأيام شخصاً عادياً ، كنت جزءاً من ذاتي ، وحقيقةٌ إنكارها من المحال
أردت أن أبقيك سري الجميل ، الذي ألجأ إليه حين أضجر من الواقع
لحظاتي معك كمراجعة الذات .. وتشابهنا الشهي يشبع رغبتي بالوصول إلى فهم قلبي
أحببتك حباً لم أحب من قبله بشراً قط ، سلمت روحي المنهكة بأريحية
كنت أستودعك ربي كل ليلة .. ثم أستعيذ ثلاثاً من دنيا تخلو منك
فقد كنت الوحيد الذي يعرفني جيداً ويتعلمني بإنصات ، وكنت أتعرف عليّ من خلالك أيضاً
نحن عادة نبحث عن القطعة المفقودة لندسها في نقصنا المهترئ ، فنشعر بالكمال
ولكن أنت .. كنت أجمع قطع قلبي ، التي أعيش دونها فراغاً كاملاً
كنت مبعثرة وجمعتني .. فأنت تكملني .. ووجودك يسد باب حاجتي للخليقة
تمادى بي العشق ليربط السعادة بك فلا أتمكن من إيجاد الفرح دون وجودك
وحين تعلقت ، قطعت وعداً لقلبي ألا أنظر لغيرك
فبرغم حبك المهلك كنت لا أستشعر من غيرك الجمال ، ولا أستشعر منك غير الجمال
عمياء أنا تماماً عن الأضرار التي سببتها سرية حبنا !
يسري الفقدان فيني مسرى الدم .. ينبض فيني الاشتياق في كل نبضة أحياها ، وكل نفس أتنهده
يسلب كل هواء يستسمح رئتاي ليفشل .. فيخنقني ، لأنه هواء خالٍ من وجودك
كلانا أدرك أن مساراتنا مسدودة ، فعشنا كثيراً من المعاناة
لم ترشدني قلة حيلتي لغير التخلي عنك ، والتخلي لم يحسمه غير إخلاصي
بأني لن أعشق بعدك بشراً أبداً ، وإن طال الطريق سأسلي خاطري بماضينا
أيا منيتي الموؤودة .. ألم اشتياقي يراودني كمثل يوم الوداع
في كل ليلة أختلي بها بنفسي ولا أجدك ، أدرك كيف للغربة أن تحدث في أحضان الوطن !