الأربعاء، 8 مايو 2013

يعتقدون بأنها القمر .. بأنها جميلة بذاتها .. وأن الليل حليفها .. وأن النجوم جمهورها
ما علموا يوماً ، أنها في انتظار لقائها بالشمس ، بحكاية الحب اليائسة تماماً
لا يلتقيان على رغم استمدادها لكل ضوئها منه ، وعلى الرغم من أنها أسيرته
على الرغم من أنها تصاب بعتمة مؤلمة ، حين يغيب عن بالها
يرون أنها مثال للسعادة والكمال والإضاءة
لم يعلموا يوماً بأنها بقعة مظلمة , سوداوية تعيسة .. دون مرور طيفه عليها
برغم المسافات تنتظر ، وبرغم بُعد شمسها البهية تشتهيها وتشتهي قربها
برغم يقينها أنها ستحترق ، ما زالت متلهفة لرؤيتها
مازالت قناعتها ترسخ بذاتها ، بأنها تعلم باحتراقها لحظة اللقاء
ولكنها مصرة بأن الاحتراق أجمل بكثير من البرد والبرود القارس ، بدواخلها البعيدة !
ولأن نقطة الوصول بينهما مستحيلة ، اعتمدت بحبها تماماً على الأحلام
ولأن الأحلام الوهمية تتضخم ، ازدادت هي ذبولاً .. سحق إصرارها كل شعور رقيق اكتسحها
تحطم بها كل أمل جميل ، حين نظرت حولها ولم تجد غير كذباتها البيضاء ، والناصعة !
أدركت الحالمة .. أن الليل مأواها .. وأنها لن تحضَ برحيل نحو نهار يجمعهما
بأن الكثير ينتظرون منها الضوء ، وهي تنتظر بقعة ضوء بعيدة شهية ، لن تصل إليها أبداً
استسلمت لحقيقة انتهاء رغباتها ، بأن الشمس لن تحتضن يأس القمر أبداً !
انطوت على نفسها .. وخسفتها سوداوية الواقع .. وأسفت السماء على حالها ، فهطلت بالكثير من الدموع !
ويا للأسف .. فالكل سعيد بالدموع !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق