الأربعاء، 11 مارس 2015

لا تعُد..
أسمع خطواتك البعيدة، تعلن وصولها إلى الساحة من جديد.. أسمع بصداها صوت اقتطاف منديلٍ أبيض توشك دموع الرهبة على تلويث نقائه..
أستشعر صداها صدعاً، وصدعها صداعاً..
أستشعرك أرقاً مرة أخرى، وأسمع بصوت أرقك صوت الأقراص المنومة تنبض داخل ورقة قصديرية، ثم تنفجر عبر ضغطي الشديد نحو يدي.. أرى يدي وهي تمتد إليها ذليلة، تطلب راحة كاذبة وتمنّي عليها التناسي، متناسية كونك بطل أحلامي المنامية قبل أحلام اليقظة!
فأرجوك مرة أخرى،
لا تعُد..
فأن قلبي ما زال يرتعد..
قد وثب دهوراً نحو البعد..
وما برح عاجزاً عن السعد..

الأحد، 15 فبراير 2015

نحن في الليل
أرواح متسللة...!
ترى الانتظار معضلة، والامتعاض مشكلة.
نحن في الليل نسدل الستار عن الحكايا..
نقتحم قصور الأفكار،
ونلتهم ما طاب من أطباق الخبايا..
نحن في الليل نَحِنّ! نعود لنكون نحن!
نشطب كل بصمات الوقت على تقويم أيامنا
ننتزع الورق الثقيل الغير محبب من وجه تاريخنا..
نعطي تقويمنا فرصة التنفس، بعيداً عن عاتق الأوراق الخانق، الذي يمنعنا من التنهد!
نستنشق نسيم النجوم، نقف أمام المرآة، نستعمل غسولاً فائق المفعول، وكالسحر تعود وجوهنا القديمة، البريئة، اللطيفة.. العاشقة، يتلاشى ارتكاب الأيام، وارتباك التناسي.
ها نحن من جديد، لا ننسى
لن ننسى،
ما دام الليل وحيداً..

الأحد، 14 ديسمبر 2014

أتدري أيها البعيد،
ماهي مشكلتك الدائمة؟
إنك لا تتيح لي أن أوضّح، لِمٓ أخشى الحب..
أنا يا سيدي،
تلميذة دائمة لسلسلة كابوس التعلق -كهف الرعب- امتهنت تلمذتي واحترفتها..
أعلم جيداً، أني حين أعلن حبك، وأصارح به ذاتي،
ستكون نطفة في أعماقي.. سأشعر بك على الدوام برغم لا وجوديتك
ستكون قصيدة تنزف من صمتي.. ومضغة متشبثة في الحلق، يصعب إلقاؤها او ابتلاعها
ستكون المنتصف في كل شيء. سأضطر الى المرور عبر طيفك للوصول إلى السعادة، والتعاسة أيضاً. سأنصاع لإشارة مرورك حين توقفني ولن أمضِ حين تعطيني الضوء الأخضر..
ستكون طريق المخاطر وجنون الحرف..
ستكون كلمتي، صوتي، كتابي
ستكون أحلام يقظتي ونومي..
ستداهم كل لحظة لا وعي لتتملكها أنت وحسب
أنا أيها الغريب لا أحب المداهمات اللا منطقية، لأن كل ما يعاكس نظريات عقلي يشكل وجعاً لقلبي، ويجعله عبثاً محموماً.
أنا ذات قلب هش.. حين يقع في الحب يجعله فيضاناً.. ويترك للجرح خيار الانبثاق الوحيد، برغم نفاذ الدماء

دعني أخبرك عن عقلي الذي يهوى سيطرتي والتعارك مع رغباتي..
دعني أخبرك يوماً أو آخر،
عن تركيبة مزعجة ومنغصة، تتكون من الكثير من المشاعر والمزيد من العقلانية
دعني أخبرك عنك، أيها الخطورة الشهية
عمَّ فعلته "بناسكٍ متعبدِ"..
وعن أشيائك الكثيرة بداخلي، التي لم تكن بالحسبان يوماً، ثم تجرأت اليوم على محاسبتي..
عن دعائي كل ليلة "رباه انزعه من صدري"
عن سجودي الملحّ "أسألك يا الله ألا تعلق قلبي بغيرك"
الأمر المتكوّر في الزاية، البسيط جداً نظرياً.. والموجع جداً، الممتلئ الفائض قلبياً.. هو أنك ستسيطر على حضوري وغيابي، على مجيئي ورحيلي على الدنيا، وعلى تدفق قلمي، على كل غصة تستقبلني وكل لهفة تودعني..
على مئة من رغباتي البكماء، وعلى فحيح صوت الرفض..
ستعصف بي دون أن تعلم، نحو معركة ضخمة وأنا لا فرسان لي سواك..
ستكون أنت القشعريرة.. وستقف مسامات جلدي وشرايين قلبي مهابة، في كل مرة أراك بها
سيصبح صوتك الحقيبة ذات الجعب، والتي تثقل كاهلي ولا اجد لها قفلاً
ستصير لي كومة من الإلهام، وسيجلب الإلهام منك بالذات وجعي..
سيخدشني الحرف الذي يوثق حبك،
سيكون اعترافاً خطية بأني منك وإليك..
سيكون بُعدك نقطة ضعفي وحضورك نقطة ضعفي الاكبر!
سأخسر، صدقني، سأخسر
وسأكون عجباً أتساءل على الدوام
عن وجود الأوسطية في مغارة الهيام
سأكون للهيام عاصفة، وستكون أنت مضاعفاتها
سأكون إما عبارة عن كل شيء، أم أني سأحول لا شيء

الجمعة، 27 يونيو 2014

الأحلام الوردية العذراء
وسبلنا المتشابكة
وكتبنا الكثيرة
تسجيلاتنا الصوتية
وعودنا وأوراقنا
في الانشقاق..
جمال تفاصيل انصهارنا ببعضنا، تداخلنا
البهاء في غياب الفرق ما بيني وبينك
العد التنازلي للقائك
بريق عينيك الضاحكة
قهر الأسبوع الذي يخلو منك
ظلام اليوم الذي ينسلخ عنه طيفك
وعيدي وتهديدي نحو فراقنا
والانشقاق..
نذيري المتعدد إليك.. ألا تتركني
أني سأشقى..
أن ابقَ..
ويوم السواد المستعمر
وهجوم الوداع
الانشقاق..
سؤالي في فمي:
ألن نرجع؟
طهارة تفاؤلنا
ثقتنا بمفردة "الأبدية"
وخيانة الأبدية لنا
فالانشقاق..
رائحتك التي تنبعث مني
وصندوقنا المتعفن
خيانة الطبيعة لنا
غيابك وسيطرة الغبار
لحضور الانشقاق..
السطو الكاذب وعقاب الحنين
جنون الفقد
فجيعة اختفائك
والانشقاق..
أغنية تعزف أوتار قلبي
تصرح بارتباطنا بك
وعدم خيانة الاغنية لطيفك
ووفاء طيفك أكثر منك
بسبب الانشقاق..
لحن يقطف دموعي
دمعة تلو الأخرى
وحروف اسمك التي تسلب فكرة النوم
تستعمر إثمي
أوراقي والقلم
والانشقاق كله..
أنت..
مشكلتي العظمى المستعصية
مصدر تعجرف الكونية
سر يصدئ قلبي
رسالتك السوط..
تسجيل صوتك الجلاد
ضحكتك المحسوسة في التسجيل
اختلاف النبرات
فحيح ندائي اللا مسموع
لأن الانشقاق يسلبك
مازال يسلبك
وأنا مسلوبة منذ لقائنا
ولا أستعيدني

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

في إحدى زوايا العالم ..
هناك قلب مرهف ، بيد أنه يعاني من رهبة الحب .. يخشى التعلق ويتحاشى أبواب العاشقين
سار في إحدى لحظاته بتلقائية ، صادف دائرة ظن أنها زاوية .. سقط حينها بالهاوية
ما زال يجهل نقطة النهاية والبداية , وكل ما يوقنه أنه أتقن الوقوع في الحب من أول لحظة

( حين رأيتك أول مرة .. دبت ألوان مفاجئة لسوداوية محيطي
ومنذ أول لمحة ، وجدت بك كل شيء اشتقت إليه في حياتي ..
وثقت قصص حب كثيرة .. تحدثت عن معانيها العميقة للجميع .. دون أن أعلم أني صماء
أصبحت أفتقدك وأبحث عنك بشكل متكرر .. بجهل تام عما خلف شعوري
أنفي أن هذا هو الحب وأختلق لحالي الأعذار لحين لحظة مغيبك ، لأشتاق بجنون هائل
عظمة تفكيري بك هستيرية .. ذاكرتي حول تفاصيلك مثالية .. نبضات قلبي في لقائاتنا تدافعية
لك في مهجتي أنهار جديدة خلقها تورّد الشعور .. أحاسيس نقية ولدت للتو ، لم تتواجد ها هنا من قبل
وكونها تتكاثر لأول مرة .. جرفتني نحوك بشدة .. حتى عشقت أن أتبعك
لاحقت طيفك أياماً لحين حد استحضرت به أول اليقين .. فنطق به قلبي "أحبك" ! )

ما كان هناك شعور أشد كمالاً من وجودك في حياتي على الإطلاق
شهدت بك تفاصيلي كل لذة اشتهتها .. وكل قطعة تنقص مجموعتها .. وكل لون تحتاجه لوحتها
وبك عرفتني جيداً .. تعرفت على ذاتي الأخرى التي أواجهها معك
وبشكل مفاجئ , وجدت أن أقصى طموحاتي هي إسعادك وحسب

نفت حلاوة التجربة كل تشاؤم رسمه ذاك القلب
وزرع حنان ذلك الشخص بدائلاً أجترت من تربتي المهملة نباتاً .. لتبدله بأحلى الزهور
من نسيمك العليل أستنشق السعادة ، ومن غيابك الضئيل أختنق بتوقي
استهوتني لعبة الحب بعكس ما كانت تصوراتي .. وأصبحت اللحظة خلوداً للمصير .. يقر بكونك أجمل ما حدث

تنقلنا أوقاتنا معاً إلى براري الضياء .. بكثير من الشغف نسير نحو لحظة تجمعنا
نترقب ساعات اللقاء .. لتحتضن عيني وجودك
بسعادة غامرة أستقبل شوقك إليّ .. وأرده لك أضعافاً
أغدق عليك الشعور دون أسف .. وتهطل لي بكرم طهرك بما تشفي به أيامي
بابتسامة واسعة أستيقظ على رسائلك , لأنام عليها بوسادة توردت عشقاً
ينتقل كل حرف مني إليك على صورة قلب .. يهمس لك أنني أصبحت أحبك .. كثيراً

الأحد، 18 أغسطس 2013

أتظنني غاضبة ؟
وهل أنا في المكانة التي تسمح لي أن أكون غاضبة عليك ؟
أن أشرع رايات الاستياء وأملي على الملأ حروف العصيان
وأخرج من دوامتك الراكدة إلى حرية مليئة بقيود الاستسلام
أن أتخذ غيرك مجرافاً ليسير بي إلى كل محل وأي مرسى, مادمت لا تتخذه عرشاً لمملكتك اللا مكانية
في ليالٍ امتصَ منها الأسى كل إشراق وبقيت ذابلة بائسة
لا تتحرى من بقائها سوى أن تحول فُتاتاً فتطير مع هبوب الرياح
هل في معاجمنا كلمة تعبر عن الصمت الذي يسيطر على مجرى الصوت ؟
فيكون كالسد أو أكثر تجاه تلك المشاعر الذي تزاحمت بقسوة فاختلطت لتتكتل ؟
تعود بعد ثلاثة أشهرٍ من الغياب .. بثلاث كلمات تحطم فيني جدار الكبرياء الهش
" ماذا تريدين مني ؟ "
بعد أن أغلقت باب الرغبات وحطمت فيني الإرادة وقيدت فيني المضيّ
يئس الشوق مني وملّت كلماتي انتظار خروجها نحوك .. ما بقي من الاغترار سوى الانكسار
أعلم أنك الوحيد الذي يعلم ماذا أريد
أعلم أنك من استوطن قلبي قبل قلمي .. ومن اختتم أوراقي في محاولة لوصف عينيه
أعلم أن العشق لم يُخلق لغيرك في داخلي .. وأن فيك هيبة رهيبة ترهب قلبي فيهرب منها نطقي
سارعت باقتناء نظارة سوداء حالكة ، قررت أن أرتديها عندما ألتقيك
ابتعت معطفاً سميكاً ذو أكمام غريبة فائقة الطول ، يخفي أصابعي عنك .. لأغرق فيه فلا تقرأ فيني اضطرابي
كل هذا كان لأني أعلم أني أمامك كتابُ مفتوح .. وأنت سيد الكتاب
أخفي عنك كل عتاب يبدو على عيناي الجامحة ، هل غيرني غيابك لدرجة تجهلني فيها ؟
وكيف تراك لا تعلم ماذا أريد منك ؟ وأنا أملي عليك كل ليلة
أنك تلك الروح التي أبحرت بداخل قلبي واستعمرته وحفظت منه كل جزء
بأنك تفهم فيني حتى الصمت .. وتقرأ بي السطور الممسوحة ، وتستخرج مني مالم يدوّن بعد !
غيابك هز أراضيك المحتلة بداخلي .. وهدّ المشاريع والأحلام التي عاشت داخلي دون مالكها
وسؤالك كان كمثل الأديب الذي يسأل أحد قرّاء نصوصه عن سير الأحداث التي خطها بيديه !
لا أبداً .. فأمامك لن أغضب .. ولن أعتب
جرم الرحيل الذي ارتكبته .. كان كعقاب شديد لطفل تفطمه في منتهى جوعه
وتضوري كان شديداً لدرجة تجعلني أسبقك في استدارتي نحو العقاب .. ومن ثم الغياب !

الجمعة، 2 أغسطس 2013

شاءت الأقدار أن تجعلك تلك القطعة المفقودة والأحجية المجهولة في عالمي
أن تختلط في قلبي كما يتلذذ المرء بمرارة القهوة حين يتناولها مع قطع حلواه المفضلة
بأن يذيقني وجودك حلاوة عينيك .. ومرارة صعوبة الوصول إليك
أن أحلم بك كل ليلة .. ولا أجدك بسنيني سوى ليلة
أن أتدرب على لقائك كل ساعة .. وأن تضيع حروفي في ساعة احتضان أذني لخطواتك مقبلاً
أن تقبل ومعك فراغ تحاول ملأه بحروف عشوائية .. وأن ألقاك بامتلاء يتعثر على هيئة صمت
أن أتأملك بقلب تزدحم فيه المشاعر تجاهك ، وأن تبادلني النظر بقلب غير قادر على الاستقبال
أن تنسى لقائي فور ابتعادك ، وأن أحتفظ بلقائك كأثمن ذكرياتي .. وأسترجعه قبل رقودي
بمثل هذه الأحاسيس ، أستشعر كونك الوقود اللا مبالي .. ثمين يملؤني بالفكر والدروس
يشعل بي الشعور ويوقد بي الاستياء .. وبرغم هذا وذاك ، يتركني أختنق بلا أنفاس
يأتي ليشحن بي الرغبة بالمضي نحوه .. ثم يرحل ولا أرتحل إليه
أنا لا أغضب أبداً لكونك لست لي ، أنا أشفق على ذاتي التي أوقعت اختيارها عليك دون مقدمات
ساخطة لكوني أتخطى كل شيء سوى كونك ذاك السد المنيع الذي يمنعني من الانهمار
أن يسد باب وجودك وباب بوحي .. أن تُدفن الكلمات في تراب ذهبي فاخر
وأني أتقن الحصول على كل شيء سواك ، فلست أقترب .. ولست بعيدة بعد !