الأحد، 25 مارس 2012

ليتك كنت كالبقية ، ممن يسهل نسيانهم .. ممن نتبسم عند مرور ذكراهم دون أن تختلط بسمتنا بالدموع
ليت الحنين متساهل ! يطلق سراحي ويجعلني أحلق بالعنان ، ويسمح لمحاولات التناسي أن تنجح
ليت أنه من الممكن لميزاتك أن تزول ، وتزيل سحرها عني .. وتريح بالي وقلبي
ليت الحب كذبة ، كما كان تواجدك كذبة ، ورحيلك غصة
ليت للإرهاق أن يعيدك ، وللمسافات أن تتلاشى .. وللعين أن تنظر لغيرك
طال انتظاري وكأن الوقت ألد أعدائي وكأنما تسير الساعات حذرة فوق طريق من شوك .. مرهقة ومشتاقة ، ومستأءة حد القهر
أيا حبي الابكم الذي بدأت حروفه تنبت .. وصنعت له الأيادي .. وارتجفت له الأقلام
حبا ينتزعني مني ويغرس بي عشقا مخلدا لا أعلم على الإطلاق إلى أين يسير بي
ليس لليت أن تعيدك ، أو تزيلك .. أو تنزعك من صدري المرهق
ولكن للحنين ضمير يوقظ الليالي بأطيافك ويحيي تطاير الفراشات بداخلي
وله أن يشعرني بوجودك برغم عمق البعد .. كمخدر مؤقت .. أصحو منه باكية
يزاول البكاء بغيابك كمهمة دائمة حينما التفت ولا أجدك
في كل لحظة يعتصر بها الاشتياق أحشائي ويجمد اطرافي أجده يترقبك من جديد !
فلا داء بقلبي إلا أنت .. ولا دواء لقلبي سواك !

السبت، 17 مارس 2012

أيها الساقي المسافر ..
أتيت لعالمي كعابر سبيل لترحل وترحل أشيائي إليك
جفت الأراضي من بعدك ! عمتها الأتربة والقذارات 
تهطل الأعين سقيً جماً .. ولا تكفيها .. ولا تذيقها مرارة دموعي أبداً حلاوة مياهك ، محال وصولي لما تنجزه بداخلي

لست مسؤولة عن سعادتي فأنا اهرول في الطرقات بحثاً عنها ، وهي عنيدة لا تغادرك
تحتبس بداخلك ، تتجول في ثناياك كطفلة حمقاء قد سيطر الرفض على فكرها 
فلا تطالبني بأن أتلحف شيئاً تفصلني مئات أميال عنه !

من اعتادت أن تلتقيك تحلم الآن بسماع صوتك تارة ، والهبوط بأحضانك ترجو الدفء والاستقرار تارة أخرى
كل شيء غاضب حولي ، ربما يلازم طبعك لأشعر بوجودك
ولكنه لا يشاجرني .. اتصدقني إن قلت اني افتقد شجاري معك ؟
أو اني أبحث عن صوت ضحكتك بمن هم حولي ثم أشعر بها 
أو أني أقبع بثمة أماكن مميزة ذهبية .. جمعتني بك سنيناً ثم أتحسسك جانبي
تلك هي وكزات الشوق القاسية التي تعم أرجائي وتغمسني بطيوفك المنتشرة 

وأشتاق أن تستاقني إليك دون أن أشعر ، اشتاق لنظرتك التي درستني لتعرف احتياجاتي أكثر مما أفعل
اشتاق لليالٍ أقضيها بجانبك ، لسهرة تجمعني بابتسامتك .. ويوم ينتهي بصوتك
وصباح يشرق بعينيك ، وطرب يسترقني إليك 
وبطريقة ما ، أجدك بكل الأغاني .. وأجد الأغاني تحكي حكايانا للبشر 

يا سري الجميل الذي لا يغادرني على رغم المسافات 
ويا قطعة أشهى وابهى من أجمل ما خلق الله ، وما يراه عيني
لجمالك لغة بكماء تلزم الجميع أن يُبكم 
يحييني ويستمر لرحيلك نزيف موجع لا يُبكى
يصدر كنحيب شيخ رقت مشاعره كجسده ، ويخشى التخلي عن رجولته
ربما لا يصنف الفقد من أعظم المصائب سوى لمن عانى كعشقي !

وأولئك الذي يبدأ صباحهم بك غير مدركين لثمة شعور يود اقتشاعهم هنا ، ليستبدل المكان 
ويعاود الشعور .. ويعاود الزمان 
يعيد أياماً تجمعنا تمحي غباراً ارتكز على عاتقة عشقنا المتعطش
واغبط مكاناً يتحضنك .. وعابراً تسنح فرصته أن يوقع عيناه بك
وأناس تشاركني بك ، وتشغلك عني ، وتستحل وقتك
وكل شعور يجتذبك ثم ينعكس على مرآة غيرتي ، ويظهر أنانيتي
وما يمكنه أن يسنح لي أن ألقي بشباك تملكي على غائب ؟

أرشدني لدواء يسكن وحشة الغياب ، ويسد فجوة الدرب الفارغ 
أعطني أملاً بقرب لقائك ! فقلبي على قارعة الوله قد أسدل أحاسيسه
أو افتح عيني على طرق تلتفت لحياة تخلو منك ، امنحني اداة تشعل بي تبلداً محالاً
اعتقني بعودتك من ذلك العذاب الذي يفرد شباكه كل ليلة 
ومن غصة تدعى الوحدة ! تغبط كل المتحابين

ويا حبيبي الحزين الذي تهلكه الغربة ، إن عانيت منها لا تجترني إليها بك وعليك
ولا تذهلني أكثر بتشابه أحوالنا حتى أشاركك بمثل الحنين 
فأنا بالفعل مذهولة ، وعلى وشك انهيار عما قد قادنا الحب إليه
بدونا به كمن امتطى خيلاً مختل .. يهرول بنا بلا توقف 
اترانا لم نمانع لرضانا وحسب !
أم أن الجنون قد جن معنا ، ولم يدرك مكان التوقف !
فأنا مشتاق بشدة أيها الغائب ! 
والشوق قد احتبس أجل ما بإمكانه أن يحل !
بانتظار بعيد المدى ، وبصلابة واقع لا يعيدك 
وبلد أحمق يتظاهر بامتلائه بك كمثلي ، يصب بداخلي شتائماً لا منتهية إليه وعليه

يا مسافري الذي رجوت لعودته خالقي فلم تجب دعواتي 
أفي فراقنا خيرة لك أم لي ؟ أم أن الأيام تقدم امتحاناً جديداً !
وهل تشعر تلك البلدة الصاخبة بلطافة الأجواء عندما تتواجد كما أفعل؟ 
هل تثير بالأماكن أوتارها ، وتعزف لك موسيقى حلوة .. تسعدك وتجتر غربتك ؟ 
فأنا والله على رغم مكوثي ، اهيم بك اغتراباً وحنيناً إلى الوطن !
يا وطناً استوطن قلباً واحتل أرجاء يحلق بها ، ليرضى صاحبها الملك 
أسمعت من قبلي .. أو سابقاً لقلبي ، لمن يشتاق إلى استعمار ؟

الأربعاء، 7 مارس 2012

" حبيبي - سابقاً - " ..
أهذا مايجب أن أجيب به ، عندما يلهموني ، ويسألوني عنك ؟
ماذا لو أنك .. ماتزال تترأس أفكاري وعرش قلبي ؟
هل لي حق حينها ، أن أناديك بـ " سابق " .. ؟
وماذا لو أني أحافظ على ذكرياتنا بعناية ، وأتفحصها يومياً وكأنها حدثت اليوم
أجبني ، ألا تزال " سابقاً " ؟
وعندما يسألونني عن أحوالك قصداً ببلاهة تستقصد ملامسة الجروح
وتقطع أشلاء قلبي ، أجبني بماذا عليّ أن أجيبهم ..
وحين تذكر صديقتي ضاحكة مع ارتفاع بصوتها
" هل تصدقين .. أنكما تملكان نغمة الصوت ذاتها ! "
ويقشعر بدني حينما تمر نغمة صوتك وصوت همساتك الهاتفية !
وحينما أتعرف على تعابيرك المباشرة عن طريق صوتك ، وأدرك إذا ما كنت تبتسم
وأيقن حزنك من طريقة كلامك .. وألتمس الكآبة فيه فأضطرب
هل بإمكان من يغلغل الاضطرابات بشخص أن يكون له ماضٍ وحسب ؟
وحين يضمون اسمك إلى اسمي .. وأقترن معك وأقارن بك
على الرغم من كوننا شخصين لا يجمعهما الآن سوى المكان
يا قريب المكان وشاسع بعد المشاعر والزمان .. يامن غاب وتبعته أفراحي بعيداً
وجمعني به الجليد لا أكثر
ألا تزال ماضٍ بكل ماجئت به ؟ وعلى الرغم من أني أنظر لمستقبلي وأجدك ؟
وعل الرغم من أني لا أخال حالي برفقة رجل آخر ؟
هل يخال لقلبك مدى صعوبة المحال ؟
وأتساءل حيناً ، إن كان قلبك يُملأ بالفراشات المتطايرة كمثلي ، حينما ألتقيك صمتاً
حينما نصبح حديث الناس .. ووجهة لنظرهم باحثين عن الكلمات بين عينينا
هل تبادلني الحنين ؟

* من الأرشيف
رأيتها تبكي !
فاشتعلت بي نيران الصراع الذي أبكم كلماتي واستأصل حروفي
ليتهمني ، ويلقي على دموعها مسؤوليتي
رأيتها تبكي لأكرهني وأكره يوماً التقتني فيه من ظلم أوجسها وقيدها به عشقي !
رأيت بريق عينيها وهو يذبل تدريجياً بين يديّ ، حصرت غيابه وبه احتضرت !
رأيت صغيرتي تشكي ! وتحكي ..
رأيت ارتباك أنفاسها .. شهدتها تتألم .. والقلق يسيطر بي
رأيت بعيناي عالماً رسمته ينكسر ، ولوحة تُقشع .. وصبراً ينفذ
رأيت استياءها من ضعفي وقلة حيلتي !
وشهدت رجولتي تتأم .. وتخجل وجودها
شهدت هواي مُحرجاً لما أوصلني إليه ، وبدموعها انفجاراً كُبت ليالٍ ودهور
أيا هواي بأكمله وما أجده ملذة بوجودي هاهُنا ..
أأستحق أن أكون لكِ يوماً حزناً ؟ أو أن تهطل رقيقاتكِ بأسبابي ؟
وكيف تبدين جميلة بينما تبكين ، ريثما أشعر بقلبي يقتلع !
حبيبتي ، إن الضمير ماعاد له أن يقدّر ماحدث
ولكني آبى أن أكون سبباً لغير ابتسامتك ! وآبى أن يتسبب غيري بها
إني رجل ذو أنانية قصوى ، وحب متسلط ، وقلب يكتظ بتفاصيلكِ
يلامس بداخله عناقكِ الأخير .. ورائحة شعركِ العطرة .. ويرى دموعكِ بعدها تارة
لا يجد من كلمات تمنعكِ ، أو تفلت بكِ ، أو تساعدكِ
إن أشد ما أدركه هو أني أحبكِ أكثر مما يستطيع أحدهم أن يفعل
إن كانت كلماتي بإمكانها الوصول لذلك العمق حيث البياض والهدوء ، حيث أجدك في خيالي
فأرجوكِ ابتسمي ولا أكثر !
اضحكي وحسب ، حتى تنتشر السعادة بالكون
وتغدو بالعالم تفاصيل التفاصيل متراقصة ، وحتى أوزع ابتساماتي على أجمع ما أراه
وامسحي دموعاً تنتحب رفضاً ، فلي أن أفعل المستحيل من أجلكِ ومن أجل أن تغادركِ
وإن كنتِ جميلة بينما تبكين ، فإنك حينما تبتسمين تحولين ملاكاً براقاً ليس لاشعاعه مثيل ..

الجمعة، 2 مارس 2012

لحظات خاصة

هي التدوينة الأولى التي تختصني ، لست أتصف بالغموض أبداً ، ولكني اسأم حديث النفس
ربما وُجدت مشاعري بين كتاباتي السابقة ، ولكني لست كما أرسم
إني أقتطف ما أجيد وصفه دون معايشته ، على الرغم من ملامستي لبعض الأحاسيس
الحب فطرة يقودها التأمل حينما يرشده القلب ، وللقلب شعور متعاطف
بإمكانه أن يلامس ما يراه بالآخرين ، ربما لأنه منشدّ لتجارب الحياة الصعبة
حياتي حافلة وسهلة ، مليئة بالسعادة والعاطفة .. غدوت كما أنا غادة ، بين أرقى والدين
حقاً ، لا يسعني دوماً أن أقدر لهما معروفاً لأنهما يظلان مايعجز عنده القلم
ممتنة لما أوصلاني إليه ، لا أجدني مميزة ولكنني ألتمس بنفسي ما غرساه بي بفخر
علماني كلما هو لي مفيد ، ربما أقع بالأخطاء أحياناً ، وحالما أشعر بأن ضميري يئن
يرتسم بمخيلتي وجه أمي الملائكي ، ذلك ما يجعلني أسير آملة أن أسعدها يوماً
وحينما أرمي كلماتي بمدونتي فإن متابعينها يرون مني ذلك الجانب السوداوي الذي أرسمه هنا
لم تعارضه هي يوماً ، وتتفهمه جيداً
ولكن ربما تختلط المعاني عند البعض ويصممون مفهوم "غادة" كما يشاؤون
وإليكم ما أعنيه ...
عندما تؤول الأصابع لتضع بصمتها بما لا يقال ، تفكر في الجانب الحزين غالباً
أجهل إن كان الأمر لا يشمل الجميع معي ، ولكن هذا ما أيقنه بداخلي
عندما يتولد إحباط بسيط يكون بيدنا أن نفسره بكلمات ، ولكني أستمر كما ترون على منوال الفراق
جربت فراق الأحباب ، تجارب مؤلمة ولا تزال صغيرة كعمري
عندما أنظر إلى الأمر فإني أنظر له بامتنان ، عرفت بحياتي العديد من الناس
صنعت برفقتهم ذكريات ترسم لي ابتسامة تلقائية كلما أتذكرهم
أوصلوا لي دفئاً لا يضاهيه غير وجود الصداقة شيء ، ولم أجرب مايتخطى تلك الحدود
ولكن القلم يفرض أكثر من كونه يرفض ، ولست سوى من يبحث عن سبل للفضفضة
من تريد الاستمرار بالرضا ، فإن مدونتي قد افتتحت لتشملني بكل مشاعري
ربما لا أظهر الكثير من ذلك الشعور الذي يجعلني أحيط عدة أشخاص بدائرة حب لدعمهم لي
ينظر لها البعض كموهبة وأنظر لها كسبيل للراحة
أعلم مكانة كلماتي ولا أجهل أبداً بأنها تفتقر للاحترافية ، ولكني أدرك قيمتها أكثر من أي شخص
يُعتبر مابين أيديكم كنز لي على رغم بساطته
كل ما آمله ، هو أن يغادركم سوء الظن بتبديلكم له بقليل من التفكر
لست سوى مراهقة ينظر لها كطفلة ، ولكني أنظر لنفسي بنضج يفرض لي أهمية صورتي لكم
فأسعدوني باهتمامكم بحدود لا تجرح شعوري وشعور من حولي
أشكركم ختاماً لكوني احتليت جزءاً من تفكيركم .. ولا أطلب أكثر من ذلك شيء