الأربعاء، 15 أغسطس 2012


نهايتنا بسيطة أكثر من كونها سعيدة .. ليست مفهومة ولم تتوضح لي ماهيتها
عانينا في أوساطنا الكثير ، انتقلنا من ألم لآخر بلا توقف
وكان الأمر وكأننا جمعنا جروحنا في صندوق أبحر ضمن طي النسيان
وألقى في قلوبنا العديد من الأسئلة المحيرة ..
كيف وصلنا للسعادة الوهمية على الرغم من استسلامنا مسبقاً ؟
أن أغلق عيني على ملامحك تتفحصني .. أن نطبق أفراحنا بروتينية لم تحدث مسبقاً
كنا من قبل نتبوأ من مقاعد التشتيت مقاماً لأننا نخشى من استقرارنا الكثير
لأن الحب كان لنا نافذة نتنفس منها أحزاننا ، وأنا وأنت والتعاسة كنا رفقاء
وفقدنا رفيقنا الثالث في وحدة صامتة .. ودون وداع مؤبد
البقاء بلا انتظار بات مريباً بالنسبة لي ، شعرت بأنني وصلت لنهاية مطافي معك
وأنه حان لنا أن نعفو .. ونغفو بسلام !
لم يعجبني الهدوء الذي احتوانا .. فقد انتهت بذلك حروفي وجفت أقلامي
أغلقت مفكرة ضخمة ضمت معاناتي معك .. وسعادتي بكلماتك
لم تعد الدموع تخط جملاً من عشق قبيح .. وفرح يمقته الزمان
والأغلب أننا اعتدنا على التعاسة .. فباتت الطمأنينة غير معتادة في محيط هوانا
عشت عمري أهرول لدرجة أنكر بها على نفسي الجلوس .. كما تفعل أنت
أقدرك كثيراً .. وأنا أتذكر كم تألمت من أجلي .. وكم أنا ثمينة لك
فأنت .. بئر سقاني من أعذب السُقيا ولم يجف يوماً على الرغم من شدة الحرارة
ولكن الأمر يبدو وكأن كل أحلامنا كذبة ، وأنني لا أستطيع الفرح وحسب
وأتألم ببلاهة من ذلك على ما يبدو !

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012


ارتعاش طفل .. وأصابع صغيرة رقيقة تحفّ سبابتها ..
مشاكسات سخية وحنان لطيف .. لمسة ذو عبق فخم .. ودمعة قلقة
بقايا رِداءِه على الأرضية ، وزيّ جيشي قد انتزع من الخزانة على عجلة
وأصوات قصف وهدوء مدمي وصمت ينتج عن أشد حالات الغضب والإضراب
اعتراض بلا حيلة .. وقلب يمتلئ بالترقب .. تتأمل صغيرها بأساً على أبيه
ترى ملامحه وتهلع ، وتبحث عن قبلته على وجنتي الوليد
جاءت فجعة بعد أمان وفرح أمومة وصخب أبوّة .. وأحلام تخطو خطاها لمستقبل زاهي
أتراه لا يملك الوقت ليطمئنها ؟ .. بلى إنه يفعل .. ذلك ما تصدقه
قد طال الغياب وامتد سبيله حائراً .. وضاعت هي في الدوامة
تقرر رفض ضعفها .. فتفترش سجادتها متضرعة .. وتأبى أن تقيدها شِباك اليأس
مرّ الشهر بصعوبة .. تبدو لها الدقيقة يوماً .. وتظل تتجرع الرعب مضطرة
فقد انقطعت حبال الوصال واختفت أسبابه .. والجهل وقلة الحيلة يمزقانها
استلقت كعادتها غافية بوجه طفوليّ .. على أريكة لطالما جمعتهم
تحتضن هاتفها على أمل .. وتعلق عينها عن الألم
وما علمت أن الأمل سيظهر أمام عينيها ليلتها .. بدلاً من الهاتف
فزت على مداعبة ريشة .. واستيقظت مشوشة .. ترى جسداً نحيلاً أهلكه الإرهاق
تبصر ذراعيه متشوقتان لمن تنتمي إليهما .. تصلان أخيراً لنهاية المطاف .. وختام الكفاح
تراقب تفاصيل كفيه بقلة استيعاب .. خالته حلماً .. وكان يبتسم كأجمل لوحات الواقع زهواً
وكانت دموع رجولته لآلئاً صافية .. تلتقطها وتقبلها فخراً
كان هناك حريق في قلب يبحث عن الأمان .. اختفى حالما شهدته
ضحكات اشتياق ونظرات متفحصة .. يطبع العديد من القبل على جبين وليده مرة أخرى
ينتقل بينهما بمتابعة شغفة حائرة .. يسجل المزيد من التغيرات التي حاصرتهم بأسبابه
يرى صغيره كم أشاخه غياب الأب .. ويرى كم كانت هي ميتة .. وكم كان الشحوب رفيقاً لها
وهي كانت ترى به الحياة ، عادت رائحته إلى منزلها .. وتناثرت الألوان في عالمها
انتهى كابوسها وانطوى فصل الحكاية ذو الشقاء .. وعاودت السعادة مداهمتها

الاثنين، 6 أغسطس 2012

شاءت الشقية .. أن تجمع الرذاذ المتناثر في كأس .. وتلتهمه خفية
بلقمة واحدة تدفنه في دواخلها .. لم تتعرف على مذاقه أو حقيقته من زيفه

أقحمت نفسها في دواة اشتهتها سنيناً عداد .. وبكتها بقية العمر
تحط الأجفان الكثير من الألم على هيئة سواد .. وما من مفر

طلت تردد له متوسلة ..

لا تبتعد !
فسمائي من بعدك رعد
وروحي من الفراق ترتعد

ولكن رحل .. أم ارتحل .. وربما يتراحل .. الأكيد أنه عنها غاب
يقول أن الحياة أسهل من دونها ، وأنها عقبة لذيذة .. تمنعه عن الصيام
وعلى الرغم من رضاها بالمجاعات .. اختار أن يلقي بالشعور
كان قليلاً عليها أن نقول عنها تحترق .. وما زالت

تنتظر منه أن يبكر .. ويلتقطها كالفارس المغوار من محطة سوداء
تنتظر من الزمن أن يصقله ويعميه عن غيرها ، ويعيد عليه ذكراها
ولم تمانع تلك المقتولة عشقها للسيف وصاحبه
لم توقف معركة تشتت أشلاءها .. ولكنها تردد الحسرات والنواح

" ويح الحب ومعاناته
ويح حبيبي واعتقاداته
ويح الشوق يلهمنا
ويح الحنين يلتهمنا
ويح اللهفة لا تجمعنا
ويح السوف تؤلمنا
ويح الليت تلكمنا "