ارتعاش طفل .. وأصابع صغيرة رقيقة تحفّ سبابتها ..
مشاكسات سخية وحنان لطيف .. لمسة ذو عبق فخم .. ودمعة قلقة
بقايا رِداءِه على الأرضية ، وزيّ جيشي قد انتزع من الخزانة على عجلة
وأصوات قصف وهدوء مدمي وصمت ينتج عن أشد حالات الغضب والإضراب
اعتراض بلا حيلة .. وقلب يمتلئ بالترقب .. تتأمل صغيرها بأساً على أبيه
ترى ملامحه وتهلع ، وتبحث عن قبلته على وجنتي الوليد
جاءت فجعة بعد أمان وفرح أمومة وصخب أبوّة .. وأحلام تخطو خطاها لمستقبل زاهي
أتراه لا يملك الوقت ليطمئنها ؟ .. بلى إنه يفعل .. ذلك ما تصدقه
قد طال الغياب وامتد سبيله حائراً .. وضاعت هي في الدوامة
تقرر رفض ضعفها .. فتفترش سجادتها متضرعة .. وتأبى أن تقيدها شِباك اليأس
مرّ الشهر بصعوبة .. تبدو لها الدقيقة يوماً .. وتظل تتجرع الرعب مضطرة
فقد انقطعت حبال الوصال واختفت أسبابه .. والجهل وقلة الحيلة يمزقانها
استلقت كعادتها غافية بوجه طفوليّ .. على أريكة لطالما جمعتهم
تحتضن هاتفها على أمل .. وتعلق عينها عن الألم
وما علمت أن الأمل سيظهر أمام عينيها ليلتها .. بدلاً من الهاتف
فزت على مداعبة ريشة .. واستيقظت مشوشة .. ترى جسداً نحيلاً أهلكه الإرهاق
تبصر ذراعيه متشوقتان لمن تنتمي إليهما .. تصلان أخيراً لنهاية المطاف .. وختام الكفاح
تراقب تفاصيل كفيه بقلة استيعاب .. خالته حلماً .. وكان يبتسم كأجمل لوحات الواقع زهواً
وكانت دموع رجولته لآلئاً صافية .. تلتقطها وتقبلها فخراً
كان هناك حريق في قلب يبحث عن الأمان .. اختفى حالما شهدته
ضحكات اشتياق ونظرات متفحصة .. يطبع العديد من القبل على جبين وليده مرة أخرى
ينتقل بينهما بمتابعة شغفة حائرة .. يسجل المزيد من التغيرات التي حاصرتهم بأسبابه
يرى صغيره كم أشاخه غياب الأب .. ويرى كم كانت هي ميتة .. وكم كان الشحوب رفيقاً لها
وهي كانت ترى به الحياة ، عادت رائحته إلى منزلها .. وتناثرت الألوان في عالمها
انتهى كابوسها وانطوى فصل الحكاية ذو الشقاء .. وعاودت السعادة مداهمتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق