الاثنين، 23 أبريل 2012

1

قالوا لي أن أنسى
دون مشورة زوجوني ، أزاحوا قرار رجولتي واتهموه بقلة العقل
وإن كانت جملة تحسينية تدعوني بمجنون ، صمموا باختياراتهم رغبة
أن أعطي رحيلها مُقفّاي .. وأتوجه للمحطة التالية من حياتي
تساهلوا مرحلة الفقد , واعتبروا ملاكي كأي البشر
كرروا لي " أنى لوسامتك أن تضيع بكاءً على الأطلال ؟ "
فوأدوا حياتي وقلبي المفطور ، رفضوا للغبار أن يمكث سنيناً قلال
أذكر بخير ضوء حياتي الذي أطفأته العتمة المفاجئة
رحل ذلك البهاء ووزع قطعاً براقة منه في كل ليلة
نثر حاله بين النجوم ، تألق مسترخياً بجانب القمر
كأنما يقول لي لسان حاله ألا أنساها .. تلك الحقيقة المعتبرة
أني أحببتها كما لم أحب بشراً من قبلها
وأن ثمة مساحة واسعة في فؤادي ، لا يملك مفتاحاً لقفلها سواها
أني لا أرى بالنساء نساء ، وأراها كل النساء
أنها ليست مجرد جنة على أرض الواقع .. بل هي من أشعل الرضا بأكواني
أن أحلامي لم تتعداها ، وجروحي لن تقوى يوماً على أن تتخطاها ..

2

أمي الطاهرة .. بدأت تقسى ملامحها
تجاوزت حدود البكاء على حالي لما يتلوها بعدة محطات
باتت تلتفت لمستقبلي وتنساني
وفي المكان في هذا الزمان .. أبدو الوحيد الذي لم ينسى
اتهموني ببعض حالات حنيني المتأزمة بالخفة
ألحوا علي لزيارة طبيب نفسيّ ! وما نفسي بحاجة لغيرها
والدي قلق حيال حديث الناس ، ولم أملك بمخيلتي مجالاً للمضي
اليأس كان لي كالقيد الذي أرحب بالتفافه وأرضى بمصاحبته
نظرتهم له كانت كصديق سوء ثقيل .. بالغ بزياراته المستمرة
والحنين عدوهم ، على الرغم من أنه رفيقي الأبدي
في لحظة شفقة أقرّوا على لملمة شتاتي ، تغليفي جيداً ، وتقديمي لمُستفيد
أجمعوا على أن البقايا بإمكانها أن تجمع مزيجاً من إنسانٍ جديد صالح للتعايش
تحكي لي تعابيرهم أنهم يعزمون على إفقادي الذاكرة
بأني طفل سيكبر ، بعد إلقاء الضوء على ما سينتزع عاشق الحنين من دواخلي
ووجدوا ضالتهم !

3

تطوقني اللا مبالاة ..
لا أشعر بحرصي على الحياة بعدما رحل من رسمت خريطتي معه
وعزمت على السير فيها برفقته
تمزقت تلك الخريطة ، وأصحابها
وأصبحت أدور على ورقة بيضاء رُسمت من قبل محترفي فن العيشة المثالية
أجهل بدواخلها البداية أو النهاية .. أتحرك كما يوجهوني حتى أعيد لهم جميلهم .. !
راودني حلم ذات ليلة ، بشيخ ذو مظهر لطيف محبب
تلك الملامح الطاهرة التي أخذت كفايتها من الحياة
ورسمت على أسقفها خطوات الرحيل .. وتوجتها كلمة التجاعيد
كان يبكي بشدة ، يتحسر على حالي وحاله .. أخبرني بأننا متماثلان
وأخبرني بأن تلك الرغبة التي يملكها ليبادلني الأدوار .. لن تجعل أحدهم يبالي بي
بأني يوماً ما سأكون جزءاً بالياً لحال نفسي ، بعدما خضت أجمع تجارب الحياة
بأني سآخذ كفايتي وأكثر
بت أتساءل كثيراً ، وأكثر مما ينبغي ، عن تلك الأكثر
وفي أي جزء من حياتي تكمن ..

4

" مسكينة ميسورة الحال .. أبهرني جمالها على كلٍ , بصراحة
لم أتوقع الكثير ولكن هاك التفاصيل ، نحيلة بيضاء البشرة ، نجلاء ممتلئة الشفتين
إنها تتوج الأسلوب المفضل لمعظم الرجال فهنيئاً لك
ولكن للأسف إنها لا تشبه لسابقتها "
كانت مزحة والدتي الأخيرة سخيفة نوعاً ما ، أم كثيراً ، كنت أتساءل ببرود
ما راودني أولاً كان تعليقاً ساخراً .. تباً لثرثرة النساء
أطبقت صمتي بكلمة جليدية
- حسنٌ
تابعت عندما أوجدت رداً بينما كانت لم تتوقع الكثير
" سأتولى بقية التفاصيل ، لا حاجة للاحتفال "
لم أضع اعتباراً للأمر ، كنت أراه كعبء صغير ..
وكنت أخطط لطريقة أنتقل بها لغرفة جديدة
وأحتفظ بفتاتي في ذاكرتي وأحكم إمساكها .. أراجع ملامحها بإتقان واحترافية
وفي صدري ,
كان جزء مني يخشى أن تتحطم تلك الصورة
تتطاير أجزاء ، وتذوب البقية تماماً كفص الملح

5

تتوزع حولي ابتسامات كثيرة وإشادات لا معنى لها
نظرات توديعية ، سحقاً كأنما سأغادر ، زيادة عدد العائلة لا أكثر
رسمت أفكاري بدقة , لن أسيء لها على الإطلاق
ولكن بالمقابل ، لن أعتبرها يوماً زوجتي ، ولن تتعدى الخط الأحمر
تخنقني رائحة البخور ، وأدعية الأحباب تزيد الخنقة
ألتفت بحثاً عن غائبة أشعر بحزنها
أسمع أنينها متوزعاً ، ويرهقني أن بصيص نجوم اليوم قد قل تألقها
أستمد قوتي وأصر على أسناني بخفية
لوهلة شعرت بأني على أدراج المطار ، وبشكل مفاجئ خلتني أرحل
واستيقظت فيني أحاسيس غامضة تختلط بالخيال
انغرست بقمة أحوالي شوكة .. سقتها غصة تخبرني بأن الرحلة بالغة الطول
ثمة ما يدعمني على امتطائي لأسرع مايمكنه أن يسير
وبعد سبات بات طويلاً ، حين جاءت اللحظة ..
أصبح الأمر أكثر من كونه مريباً !!

6

صادف إقبالي انكساراً يقبع بالزاوية .. منذ إغلاقة الباب والصدمة ترتسم بالمكان
بتلك الأجواء المرتعشة بدأت ببناء جبل من الشك والحيرة
ثمة ما يخبرني بأن الأمر بأكبره كذبة
ولكن عيناي قد ألقت شباكها على لطف غير متوقع
وجدت ما أبهرني بتلك البقعة الطاهرة كما تبدو تلك الفتاة
بعينيها ما يدعو للتسامح
بنبرتها دعوة للرأفة .. وبطريقة تساؤلاتها ما يرسل ذبذبات رغبة بمعانقتها
أجد بها كثيراً من الأسئلة ، وفيها جواب واحد رئيسي بالنسبة لي
بأن هناك نسخة لذلك المفتاح السحري ، الذي يفتح المساحة الواسعة في قلبي
أتحسس أصابعاً تشير إلي بأني معتوه
وباستفهامات تحوم ، تقرع فيها كلمة " كيف ؟ " أكثر مما ينبغي
كيف لأمر أستبعد حصوله أن يتم خلال ثانية ، أم بالأمر خطأ وشيك الإيقاع بي ؟
كيف امتلأت المشاعر الخطأ .. في تلك الغرفة ؟

7

أنكرت كل ما واجهني .. أطلقت دروعي أمام كل تهجم ادعائي تجاهي
لم ولن أحب غيرها ، كنت أخاف من رحيلها من قلبي
كنت أخشى ذلك التشرّب ، ودخول غريب بتلك السرعة
أسكتّ نفسي بأن الانطباع الأول كذبة .. واستمر الأمر يؤرقني بشدة عظمى
أردت تقييد ذكرياتي بإحكام ولكنها تبخرت فجأة
النفي يتداخل بألم مع الواقع ، لا أشعر بشجاعة على الإقبال
لم أملك استعداداً لذلك ، لم أخبر نفسي بأدنى احتمالية لوجود مثل هذا المحال
بلا شعور وجدتني أقتحم غرفة أختي .. أراقب ضيفاتها واحدة تلو الأخرى
هلع الجميع ولكني كنت أحتاج التأكيد بأنها ليست مختلفة
ولم يملك أحد صديقاتها ذلك المفتاح على الإطلاق
وجهت مشاعر هجومية لها ، وتهجمية إلى حالي
دارت المعركة بشدة قاتلة !

8

تفاقمت الأمور على مخيلتي ثم استنتجت قرار خلوي بحالي
توجهت بحالي لرحلة إلى البحث عن الحقائق
لفتح باب الجدل بين العقل والقلب ، وبين الرغبة والشعور
كان جدالاً عقيماً تلقي الكذبات فيها ردئ الكلام
ولكن صمت الصدق الحكيم يقبع في عرش فكري بصمود يبشرني وينتزعني
أياً لي أن أكون بهذا التسرع ؟
عرفت حالي أستمر بتجربة الناس واختبارهم
ملول سريع محب لإلقاء امتحانات الحق على أعتاق من حوله
ولم يرق قلبه لغيرها ، أغلق أبواب البحث ولكنها فتحت حال سبيلها لتتدفق
تشربت ملامحي سعادة منتظرة وباتت ملامح فتاتي تصبح سابقة
خفت توديعها ولكن مشاعري بدأت بمعانقة نهائية
شعرت بمن يحمل الذكريات ليفسح ويعقم البقايا ..
ارتفعت إشارات ترحيبية وأشعلت ألعابها النارية حولي واستعدت حينها تماماً
لضيف جديد ..

9

كمن وجد ضالته كانت تلك اللطيفة .. والضعيفة
وبادلتها الشعور بشدة !
تغمرها الرعشة بشكل أليف ، وترتعش حواسي معها دونما استئذان
سارعت بي لأن أرتحل معها بقارب الرفعة
بالرقي أقمنا ودّنا ، عالج كل منا الآخر وضمد جروح أحزانه
تخطينا بأيامنا كوننا بئر أحزان لبعضنا بعدما امتلأ ذلك الاعتقاد بما هو بالي
بدأنا نكون بيتاً يحملنا ، طارت بنا الدنيا لأقصى أنواع سعادتها
حين تمنحك تلك الحميمية راحة ، أينما كانت أحوال عيشتك
بها بت أنسى قديم تشاؤمي ، وعزم يبني لنا جسوراً تتخطى أي صعوبة بيسر
بها تولد ذلك التأكيد بشكل مكرر ، أن السعادة مبدأ كريم يتولّد لدى كل من يحتاجه
وأنك ستصل لأقصى حالات الفرح في أقبح مزاجاتك إن تمكنت من تغيير اعتقاداتك
كان الحب مميزاً لحدٍ كوّن لي به عدة دروس عن طريق عينيها
امتطيت ماهو أسرع من أن أحاول امتطائه حتى أتعدى ذلك الشيخ المسكين
وكنت قادراً بفخري على أن أصنع لنفسي نهاية سعيدة كهذه من قصة ابتدأت بشكل بائس
لأن البؤس جزء ضئيل من الحياة ، تجاهلنا له سيمحوه !

10

التشتيت حينما ابتلعني بقصتي القديمة كان بالنسبة لي كيقين
لأني واجهت اختياراً إجبارياً ، كان لي أن أعيش حياتي بيسر وسعادة
ثمة أشخاص تقمصوا هوايات مملوءة بالهراء
ودفنوا رؤوسهم تحت التراب ببلاهة أشبه بالنعامة
لم يستغلوا نعماً تقودهم للنعيم /
أزاحوا أعينهم عن رؤية الجديد
أحكموا آذانهم عن سماع المزيد
أرهقوا كلماتهم بصمتٍ مديد !
حين أفكر بالحزن حالياً أجده ما جُعِل بتكوين أناني جداً
يبحث عن فريسته ويلتقطها باحترافية حين يجدها تغرق
ويساعدها على الوصول إلى القاع مع زرع رغبة بدواخلها للمكوث هناك !
يبصم لهم حب الظلام ، يجعل لانزعاج أعينهم من بداية الضوء خيالاً
يخبرهم بأنه انزعاج دائم وأن اعتصارك لمثل تلك المواجع ممتعاً
أجمع البشر مر بتجربة مشابهة والفرق يكمن في سرعة الخلاص من القاع !

11

ها أنا أجد بأن غياب أحد أسباب السعادة سيجعلك تلتفت لبقية الأسباب
كونت بتجاربي قناعة يقينية تخبرني بتكرار لطيف
أن ما يغيب يفسح مكاناً لما هو أجمل منه
كوني أحب التفاؤل يرسم لي من الأشواك وروداً محببة
وكوني أتسلح بالقناعة بنى مني رجلاً يتملك تلك النجلاء بفخر
وينظر لتلك الأخرى التي رحلت كماضٍ مفرح وتجربة عمر
إن القدر يخيرك بين أن تسعد به وأن تضيع فرصتك عنه بالتحسر
فاختيارك للسبيل الأصح جدير بأن يوصلك للخيال الأجمل لما يواجهك
لأن أبسط الرحلات هي ما تبحث بها عن السعادة لكثرة الوسائل المؤدية له
هناك كذبات تلقيها سوء أفكارنا الضعيفة على عاتقنا المرهق فيصدقها
إن لم نكن نسمح لشيء لأن يحاصرنا عن وجودنا بطريقة حية
عندما نتعلم أن الفكر لن يكوّن دائماً أسساً للوصول إلى القمة والمُراد
وأن حياتنا لن تقتصر على الإطلاق بمن يرحلون
وأن حياتنا محطات بها نستقبل ونودع ، ملئت بعدة أناس صالحين
حينها فقط .. سندرك أي طريق علينا أن نسلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق