أمّي ..
أيها الحلم الغائب ، الذي لملم شتاته في أشد أيامي تشتتاً
يا أجمع الأماني .. وجل رغبات ضياعي ، وحلول حالات خوفي
ألي حقٌ .. أن أناديكِ أمي
بل ، ألكِ حق بتتويجي لكِ بذاك اللقب العظيم ؟
بعد أن رميتي بي في دارٍ ليس بدار ؟
وبلا خجل .. زودتيني بمسمً ملئ بالعار
كيف أكون لقيطاً ؟ وأنا من متاع الحياة الدنيا ؟
لم أطلب منكِ أن تتزيني بي أو تفتخري ، أريد استقراراً وحسب
أماه ..
هُنا يشع اليأس بثقة .. ونتذوق الكذبات والترقب مع إفطارنا
يأتي العديد من العوائل المزيفة .. التي تحتاج لأن تضم فرداً جديداً لها
وتنتقي واحداً منا .. وتكون له مجتمعاً غامضاً
يكون وجودنا هنا أشد وضوحاً منه ، وأكثر صراحة لواقعنا
ولكنني ما زلت أنتظر
أتحرى منكِ الندم .. حتى أنتقم
أريد أن أواجهكِ يوماً بعدم حاجتي لكِ اليوم
أريد أن أرمي بين يديكِ عجاج السنين .. وغضباً تفسره دموعي كل ليلة
تأتي أفكار لوهلة تبرر لي أسبابكِ
وتخال أشد حالات الظروف التي من الممكن أن تواجهها أم
تجعلها تتخلى عن فلذة كبدها
وما من مفرّ من الأسف .. وإعفائي من العفو
فإني أجد نفسي راضياً عن أي حالٍ غير حالي مادمت ولدت برفقتك
أماه والفقد يمزقني ..
يجمعوننا تعاطفاً ويطلبون منا أن نناديهم أخوة
يجلبون لنا الهدايا وبعض الحلوى ، نملأ بطوننا ونتقيأ الشفقة رفضاً
أحتاج أن أكبر بشكل أسرع ، حتى أغادر ذلك المسمى
بي من الغضب لكِ مايبني حياة كاملة لي
وطاقة من الرغبة .. تجعلني أجمع الحنان بداخلي .. لأفرغه على مستقبلي
أجمع أملي .. أن أكون أسرة
أن أكون أباً عطوفاً ، ذو زوجة حنونة
أملأ وإياها أبنائي كل ما أفقدتني إياه
وكل احتراق أشعلتيه .. وكل ليلة أبحث بها عن دفء ألتمسه
فكل حب حولي مزيف .. وكل لطف بجانبي , أشعر بوقتيّته
وحاجتي لكِ تراودني .. وافتقاري للواقع يؤرقني
إني صغير في دُنيا كبيرة .. ومن كل الدنيا لا أحتاج سوى حضنك
وفي مغادرتكِ عالمي ظلم كبير ، وكارثة تتأوه منفطرة في داخلي
إنكِ أمل قد أطفأته دواخن الحياة .. ومازلت رغم سوء فكري
في كل ليلة أتحراك .. وفي كل طرقة باب أتأمل عودتك
ولي في كل خيبة أمل ، وفي كل ضيقة كلل
أماه
رغماً عني .. مازلت أنتظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق