أرخى مظلته يأساً .. مزق رداء الاهتمام من هالته المزيفة
ظل يستشعر قطرات المطر على وجهه .. تختلط شيئاً فشيئاً بالدموع
المزيد من مذاق الملح على شفتيه الجافتان
والكثير من مذاق اليأس في قلبه الذي غادر الدنيا وجالها في أمل لا رقيب له
لا يتوقف عن تجوالٍ في دنيا ليست له
يتجرع الغربة في كل مكان ، علّه يجدها
هي أمنية مستحيلة دفنها في قلبه ورفضت أن تُكبت حتى انفجرت بداخله
هي من غادرها لأدراجه .. ووجدها في كل الأرجاء والأماكن ، وفوق كل شيء
كانت أول ما أشعره بالقدر والنصيب ، وكانت مصيراً أكيداً له
ترقبها كثيراً ووضع القرار .. وعندما توسد الرفض .. قرر الهروب
ولم يرضَ به الهروب رفيقاً .. وأعاده إلى المكان
وما من زمان يتوافق معه .. على الرغم من أن المكان هو المكان
ضاقت حقيبته برسوماته لها .. بابتسامة خلابة ترتسم عليها البراءة
رسمها بدقة تتضح فيها كل تفاصيلها ، تأملها كثيراً ، لدرجة خادعة
ليس للصدمة أن تقوده للإستسلام بعد كميات عظيمة من الإنتظار
وذلك ماجعله يقرر أن يجوب الدنيا بحثاً عنها ، وعلى الأقل .. أن يجد شبيهاً لها
وكانت هي بلا شبيه .. وكاذب من ضمها لمثل الأربعين شبيهاً
كانت كالبدر وأبهى .. كانت كالسكر وأشهى
لؤلؤة مكنونة له في دواخله ، ولكن القدر أحكم أصدافه عليها
حتى غابت للمحال .. ووجدها في قبرها
لا تزال أحلامه تتمزق بهيجان صامت .. وهو يحاول أن يطفئ احتراقه بقطرات المطر
انتزع معطفه بجنون ، يريد من قلبه أن يخمد بسكون
وكان السكون له أمنية .. يكثر فيها الليت !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق