الأحد، 8 يوليو 2012


يوم مختلف .. أحاول فيه كل مرة جاهدة فيه أن أنظر لنفسي السابقة بعدسة جديدة
وأن أنتزع مني البقع السوداء وأحكم تنظيف هالتي
في يوم نصحتني قريبة حبيبة .. أن أتحدث عن حالي وليس حالك
فشلت في تلك النقطة كثيراً واستوقفتني أياماً أكافح فيها عدم ذكر اسمك
ربما كنت لي ضعفي الوحيد الذي يزداد سواده اتساعاً كل سنة
وكلما هممت بمحوه شُق ردائي وزاد شعوري بالبرودة
أنا في الأمس .. بمحطات تتكرر بالأبيض والأسود
فقط محطاتي معك ، هي من تأتيني ملونة .. وتتضح ألوانها لي بسلاسة
ولكن التفكير العميق أوصلني لنقطة أعرف فيها مكانة كل ماهو حولي
حتى أنت .. ما عدت لي ضعفاً وزال حجم كبير من ذلك السواد
فاليوم .. أصبحت بالغة .. ووصلت لسنتي الثامنة عشر
برداء فخر أتوج حالي للمضي لتلك النقطة راضية
وشتان ما بين سنتي التي مضت ويومي هذا
تجاربٌ وأحداث أتعايش ذكراها كل يوم بسعادة .. أعانق فيها أحبابي
ففي سنتي هذه لن أنتظر أسبوعاً يرحب بي أن أستعد فيه بأيام أتغيب فيها بثقة
ها أنا قد أصبحت جامعية .. وكبرت معي مسؤولياتي
لسنة أدركت بها أن الجميع سيرحل وستبقى ذاتك تتطور معك
وأن جل ما يحتاجه المرء هو تعزيز نفسه لأن يستعد لأي طارئ
أن يعتاد على محطات الوداع واللقاء بشكل تلقائي في مثل حياتنا الروتينية
سنة أقلعت فيها عن اهتمام مراهقة .. وبدلته بشموخ امرأة
توجت حالي بجبروتي برضا .. لئلا يقتشعني من حالي عابر
أصبحت أنظر لنفسي بشكل أعمق مما مضى .. وأدركت احتياجاتي جيداً
نمى مقدار كلاً من تفاؤلي وحذري بتوازن ربما لا ينرسم في أذهان من يعرفني
أدركت من يستحق البقاء هاهنا في قلبي .. ومامن دائم إلا أسرتي
أصبحت أنظر لأمي بمنظور أكبر وأجمل .. أراقب كل صغيرة تخرج منها بفخر
أجد بها حسن تربيتها لي وأخبئ دعواتي بين كلماتي وأخزنها
أقبل رأس والدي بسعادة ، بعدما كبرت ونظرت إلى الخلف فأدركت حجم وجوده بكل تفاصيلي
أصبحت ليّنة أكثر .. بمبادئ أقوى بكثير ..
عرفت أسرار التأقلم الأفضل .. ووسائل الراحة الأجمل
عرفت نفسي وكيفية التعامل معها واجترارها إلى الأفراح بسهولة
علمت أن إلهي أفضل من سيسمعني بإنصات .. وأجلّ من ينفث السعادة في صدري
علمت أن اقترابي منه ينفي حزني من خلقه ، ويبث الراحة في حياتي
وإن كانت تجاربي كعمري .. إلا أنها زادت أهمية وأصبحت ذو أحقية أكبر
هناك العديد مما يستحق الذكر ، والكثير من البشر الذين أعتز بمحبتهم
كبرت دائرة أحبابي وصغر محيط المقربين .. ذلك أني احكمت اختياري بحذر
ومكنت ذلك لمن يستحق البقاء .. وأتحت الخروج لمن يحتاجه
عرفت كيف أتعامل مع محبتي إليك بإيجابية .. وأن أبقيك سراً سعيداً
أدركت كيفية تحويلك إلى بياض ونقاء .. وذكرى لطيفة وسلاماً بارداً على قلبي
أقمت معادلة ثقيلة .. وازنت بها ما بين عقلي وقلبي بشكل أفضل
عرفت موقع اللا مبالاة في خريطتي ، وإلى أين علي أن أصب اهتمامي
أحكمت لوحة النظر إلى الذات .. ورسمتها هذه السنة .. بريشة أكبر ، وورقةٍ أوسع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق