الجمعة، 16 ديسمبر 2011

ولدتُ تماماً قبل 17 عام .. على نغمات روحانية .. وانتظار وشوق أزهق والدي
لطالما أخبرتني والدتي بأني الولادة الأنعم .. والأخف عليها
ولمرور الذكرى السابعة عشر .. كان ذلك سبباً مثالياً للاحتفال المحبب ، ذكرى المولد
يُقاس بنهاية اليوم ، بدخول الثانية عشرة تبتهل فرحاً معي ، وتغمرني بالأحباب
أحباب تدمع عيناي لوجودهم ولهفتهم ، كما أغدقوني بالحنية وطهارة القلوب
ستبدو حاجتي لك في أقصى حالات محبتهم مخزية ، ومربكة أشد الربكة لقلب ممتلئ بالفراغ
دعوت كثيراً " رب سخره لي " ولكني لم أنتظر أو أعجب عدم استجابة دعائي
على رغم معرفتي الشديدة بأن لوجودك شر لي ، إلا أنني أحببته .. واشتهيت شؤمك
وفي مولدي ، بحثت عنك في كل مايمكنه أن أجد به مرورك ، لعلي أتلقاك
ربما انتظرت رشفة هناء أتعذر بها بالمباركة ، وربما كنت مهذباً جداً لتتذكره فتهنئني
ربما كنت غريباً ، وربما أنت قريب .. فعلى رغم غرقي بك ما زلت أيقن أني أجهلك
سأكتفي حقاً بمعرفتي لمكانتي ، فربما كنت من ضمن أشيائك وربما أهمها
ولكن استغراقي للأيام في محاولات فهمك قد شملت يوم مولدي
حتى أنني لوهلة ، شعرت بأن هناك مولّداً لمشاعري هو أنت ، فاتخذتك منبعاً
وربما كان منبعاً بخيلاً ، يوهمني بصوت خرير الماء .. فأفتح عيني على الضمأ
هالني ارتباطي الشديد بحبك ، كان كالقيد ، كلما ابتعد ، ضاق القيد ، وزاد الاختناق
كان كمن يضرب صدغي مهدداً ، صارخاً " إلا التبلد " ماحياً لعناوينه وناشراً للشاعرية
ولدت قبل 17 عام ، وعرفتك قبل بضع أعوام .. فكيف لتلك الأعوام أن تسيطر على أفكاري ؟
كانت فارغة من وجودك مليئة بتواجدك الدائم ! يامن خطر على أوائل أفكاري في شتى محاورها
فكل عام وأنت مرهقي ، كل عام وأنت كالغيمة الأنانية .. تحمل الرطوبة ولا تمطر بها ..
وتبقي الناس على عطشهم فتباهيهم بامتلائها .. وتنتقل فتعود مثيرة للتساؤلات بلا راحة للفكر
كل عام وأنا أدرك أكثر وأكثر مدى تعلقي الصامت بك ! ومدى جبني واحتقاري لكل فكر يتشبث باللاموجود
كل عام وأنا حليفة للصمت ، عاشقة لحليف الغموض .. الذي لم يختر ما أقوى أن أرسو عليه
ولم يبقي ما يرشدني إليه ، يقودني كلعبة الخيوط ، كالبهلواني الذي يقيم عرضاً مليئاً بالتساؤلات والانتظار
وسأكون في كل عام .. أترقب ما يحلو لك ما دامت تربطني بك .. حتى بلوغي المئة
لا أزال مراهقة بنظرهم وطفلة بعين والداي .. ولكن حبك قد علمني النضج
وكم أدركت أن حجم المشاعر تطغى على عمر الشخص بعديد من المراحل التي تقسو عليه
ولا أزال بيومي السنوي .. أطرح إليك التساؤلات .. فأجبني كـ هدية احتفالية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق