الجمعة، 16 ديسمبر 2011

أنتِ لي .. وأنتِ ملكي .. وأحتاج استفراداً بكِ .. سيدتي
انطلقت من المحطة أقضي ذكرى أول أيامي هنا .. في دار الغربة
ويومي الخامس عشر بعد المائة .. الذي أقضيه دون تلقي أخبار منكِ
يسرع القطار فأرتعد .. كأنني كلما سرت أسعى للابتعاد عنكِ
ويعاودني التكرار " أنتِ لي .. ولي .. أنا فقط "
تفحصت مجلد الصور الذي يركن بحقيبتي الرثة .. يملأه الغبار
كنت ألتقط العديد من الصور لكِ معه .. لأراقب تعابيركِ السعيدة بصحبته
منذ ذلك الحين .. وأنا أحتفظ بملامح سعادتك مقراً بأنها ستوجه لي يوماً
وتمكنت من انتزاع قلبكِ منه .. واحتفظت به وهربت
يالي من جشع .. يبحث عن تملك جميع الأماني .. ويعجز عن أي منها
قررت الانتقال وتحقيق حلم دراستي .. وسرت في شارعٍ ملئ بالثلوج
لم يكن جموداً جوياً فقط .. فقد خلق جميع من هنا من جليد
لم ألق قلباً دافئاً كقلبك .. او كمن يملك طمأنينة لرؤية عيناك الباسمة
لم أجد لي مكاناً هنا .. عشت غربة الوطن وغربة القلب .. وغربة الفشل
لم أحصل عليك .. ولم أحصل على حلمي .. ولم أحصل سوى على الوحدة
ذلك أنني استأمنت قلبي بصحبتك .. ورحلت تاركاً لكِ دوني
هتفتي لي كثيراً بالعودة .. ولكني علقت هنا بيأس
يرفض كبريائي عودتي دون إنجاز .. تحججت بآخر مكالماتنا بالتصوير .
كذبت مدعياً عشقي لتلك العدسة التي توجه لتطبع ذكريات شهية
فصورت العديد من الجمادات من النباتات والمناظر .. أو حتى البشر !
أجساداً ميتة لا أجد أية متعة أبرر بها كثرة التقاطي لكِ
أبتاع آلة التصوير .. لأحتفظ بك فقط .. تلك حقيقتي وإن كذبتها
بالنسبة لي .. أرى أنها هي تلك الذكريات التي إن غابت
سنتمكن من إلقاء نظرة عليها دون أن نهشم ملامح سعادة ماضية
ربما سنزيف الأمس .. ولكني أزداد إصراراً بإثباته
وكأني أيقن يوماً ستبحثين به عمن يرضيكِ .. لهواني وذلي
ضاق بي هذا المعطف الصوفي لدرجة الاختناق
بدأت بهرولة الشارع .. بالهروب إليكِ .. أحتاج تشبثاً بكل التفاصيل
وإن أقرت زلات غروري بزيفي .. سأظل ميقناً أنكِ لي
سأعود يوماً .. وأنتزعكِ مرة أخرى
توجهت لحلم لم أحققه .. وسأضطر لتوجهي حلماً آخر ينتشلكِ لأحضاني
مللت احتياجي .. وإطفائي رجولتي .. وغيرتي من خيالات بلهاء
سأوقع ورقة أسلم لكِ قلبي حينها مغلفاً .. وأحييك بأسمى احتراماتي
شكراً لك .. يامن أحببتِ جباناً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق