الجمعة، 16 ديسمبر 2011

باتت سهولة إلقاء النصائح لناس قتلهم الحنين ليكونوا سعداء كشرب مياه تبعد عن مقعدي خطوة ..
على الرغم من فقهي لكل حرف يبوحون به لي ، يبكون أطلالهم فيستيقض غافٍ في جوفي
تتساقط كلماتهم على جرحه كما قد أنهم صبوا الملح أعلاه ، جرحي المسكين
كيف حالك اليوم ؟ أخرستك أنا بشاشِ أحكمته حولك لئلا يصل صوت أنينك إلى مسامعي فأنوح
أكره أن أبكي معك ! لست لأني أكرهك ، ولكني أكره ضعفك وأكره أن قلبي جزء مني
مللت تظاهري بوجود جبروت لا أصل له سوى ماضِ أسود ملأه الخذلان
لماذا اختار من يشقيه ، وتجاهل من يبحث عن رضاه ، أبلهٌ لا يحترف سوى بالعذاب
جهلت سير الناس خلفي ، فبت أتساءل إن كان لأنيني رائحة تتعدى وجودها داخلنا فتصل لمن يملك خذلاناً مطابقا ؟
أتراهم يشابهونك فتحاول احتضان تشابهكم ؟ تبدو كطفل رضيع يسير تائهاً فيجد مألوفاً ليغرق بأحضانه
أقول لهم ما لا أقوى قوله لك ! أعلم بأن القول سهل والتنفيذ شاق !
بت أشغل نفسي كثيراً لئلا أتفرغ فأتذكرك ، فيتراخى ما شددت به حوله
إن الجروح أجمعها لا يشافيها علاج ، بل تستطيع نسيانها بمعالجة أسبابها لها
فإن نزفت يا وجعي ، سأحضره ، لأطلب منه أن يعيدك كما كنت قبل قدومه ، فيعيد الراحة والإطمئنان
ليس لأنني أريده أبداً ، لم أعد أرغب بقربه بعد الطعنة فهي مستمرة السيلان منذ يومها
فقط سأطلب منه ما يشفي غليلي ، ليرتحل مقدماً لي العلاج على طبق من ذهب
أتراهم قد شغلوا بكل أمراض الدنيا وتركوا القلوب منهكة بلا أقراص التبلد ؟
أجدها شفاءً لكل من عانى كمثلي ، ولكل من أرهق الاشتياق روحه ..
فلنسر نحن .. قوافل الأحياء ذوو القلوب المحتضرة ، نحو ما سيسعدنا ، قبل التفكير بما سيشفينا
فلن نجد سوى علاجٍ سيضطرنا لمعاودة الذل ، ومعاودة احتياجنا لمن قد باعنا
لا أجد لكم ، سوى ما سأمارسه ، سأستمر بالبحث عن أمل بعيد ، أشد بعده ، عنك يامن خذلتني ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق