الجمعة، 16 ديسمبر 2011

في لحظات ضيقك لا أبالي بأية أجواء .. مادمت أشعر بك تحترق
أتمنى كوني ثلجاً يبرد صدرك .. ويطفئ حزنك .. ويعيد ابتسامتك
وأفاجأ بكوني أجهلك كثيراً حتى أصل إليك .. بعيدة جداً من أن أحتضن ألمك
أنا وأنت .. ملكنا جميع أعضاء الحس .. سوى كونها داخلية
فلا لسان ينطق لك ببنت شفة .. ولا عين تقوى مطارتك .. ولا أذن تستمتع بطرب إلى ترانيم صوتك
ولكن ثمة قلب يجمع شملهم .. وينبض باسمك .. وينقبض لصمتك
تبدو شاحباً .. تغلفك هالة سوداء .. أتمكن من رؤية أثار الدموع
وعلى رغمها .. أيقن بأنك تبكي على من ينساك ، وتتناسى من يريدك
رقيق وعذب بشدة لا تمكنك من أن تُقاد بعقل دون المشاعر
بريئة أحاسيسك التي تصرفها بتبذير دون أي جشع تجاه من لا يستحقك - وأتمنى أيضاً أن أستحقك ! -
عيناك واسعتان ، كبحيرتان ملئت بالغرقى ، لن يتمكنوا من انتشال نفسهم من انجرافهم لك
ولن تتمكن عيناك من حمل ذلك الكم من الدموع .. فضاقت بها حجم تلك المساحات فتساقطت
اتخذت طريقها على وجنتيك لتخط ألماً .. لتبصم خذلاناً تبكي له الصخور
ضعيف أنت ، كسوت نفسك بالصمت وظننتنا متجاهلين ، بل لم تعرفنا بعد ، ولم تتح لنا الفرصة
أتمناك مرة ، أن أراك تتكلم .. أن تكسر حاجز الصمت .. وتتجاهل الكتمان الإجباري الذي خطته لك مشاعرك
أتشعر بخزي من لطافة مشاعرك ، أتخشى مداعبتي لها ؟ أم تخشى الخوض بمعارك الهوى ؟
لطالما كانت تحكي عينيك .. مشاعر الخيبة التي عايشتها ، وتمنيت معرفتي لمصدرها
لئلا أبقيه على عماه بنعمة قد أحاطته ، وربما اؤذيه ولكني أيقن بأني أحمل رسالة حبي وأحتاج إيصالها
يهشمني قلقي عليك ، وإن بعدت عني وإن وُضعت الحواجز .. مازالت الأحلام تبادر وصولها قبل انبثاق أطراف النعاس
ومازالت ابتسامتك تظهر على كل شيء .. على وجوه الناس ، وعلى رائحة الطرقات .. وعلى كل الصور
ومازال اسمك سرياً جداً ، لأبقيه شفرة سرية لكل ما أسجله بكثرة ، حتى إن كان هاتفي
فكيف لي أن أنسى ابتسامتك التي أراها تذبل وقد بدلت بالدموع ؟
وكيف لي أن أراك تضأل شيئاً فشيئاً ، دون أن أمد يد العون ؟ قل بربك كيف أشتري التبلد وأنساك ؟
اعتدتك بملائكيتك الناصعة ، ترأس شتى مراحل يومي ، وأمسي وغدي
تمنيت آلة تبوح لي بما يبكيك ، وبأسباب ألمك حتى أكسرها ، وأحملك لنصعد إلى السماء
نستلقي على الغيوم براحة .. نتمدد دون خوف من السقوط .. أنا وأنت
أو أن أطير بك إلى من يسعدك وإن لم يكن أنا ، فتهمني ابتسامتك أكثر مما تعتقد ! وسعادتك هي سعادتي
فكفاك وإن رجوتك بقلمي وقلبي - لا لساني - حزناً ، وإن لم أكن قريبة مازالت أرواحنا على اتصال
آمنت بوجود ذلك التواصل الروحي ، الذي سيشعرك بقلقي عليك ، وسيشعرك بوجود شتى المشاعر بقلبي لك
تتبدل عدة مرات من مشاعر حب إلى قلق وأخوة وإلى مشاعر مفاجئة تشابه مشاعر الأمومة ، وصرامة كالأبوّة
حملت لك الحنان فأخفيته لك أنت ، وأخرجت قناع القسوة لغيرك ، كما احتفظت بدفء أبذره لك بأيام البرودة
وملئنا بأيام البرودة .. فلم أدفئك ، ولم تطمئن ، فقط تحترق ، وأحترق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق