الجمعة، 16 ديسمبر 2011

للرياض ، رائحة تمتزج بصدى من غير صوت ، يدعى الحنين
للرياض ميزة تهطل الدموع من أجلها وإن خلت رياضي من الميزات
عندما أركن بأراضيها فأدرك بأني وإياك نستنشق هواءها معاً
لا بأس في أن أغمض عيناي وأشعر بالراحة حينها ، وأشعر بأنك قريب كما عهدتك
عند هبوط الطائرة وعندما لامست أراضيها ، أيقنت بأني أشتم رائحتك بكل جزء منها
بكيت لكل لحظة تأملت بها الشوارع ، مسترجعة لأيامنا ، ومتحججة بالإرهاق
عند الابتعاد تاركاً خلفك كلما هو مخزي لقلبك ، ومخجل لبرودك
تتوالى أحجيات لعقلك ملئت بالإستفهامات التي لا جواب لها سوى أنت !
رياضي استقبلتني ببرود كبرودك ، وبسخونة حافلة بجميع أنواع الغبرة والأتربة
كدت أمرر أصابعي عليها ، وأنفض غباري عن أشيائي ، وعن قصة حبنا الميتة
لم أدرك لماذا أسميها ميتة وهي حية ، فربما كانت ذات أطراف متفرقة خالية
تحتضر هي ، أم تحيى بسبب ندمي ، فلا زلت أحتاجك ، وأبكي وتبكي غرفتي معي
كانت تحتضنني وتدرك جيداً مدى احتياجي لك ، فاستقبلتني مواسية
لا يزال عار التخلي عنك يهشمني ويبكي لحظة الغضب تلك ألف مرة ومرة
لم يتخلى قلبي عنك يوماً بل كان ذلك كبريائي لك ، وخوفاً مني من أن أحطمك
فأنا أحبك لدرجة لا يقوى الكون على تحملها ، ولا أتحمل كونك ستتعب كثيراً ، جداً ، معي
ارتديت رداء لا يناسبني يدعى القسوة ، يدوس على ملامح ضعفي تجاهك بكل شبر مني
ورحلت لأنساك ، وأختبئ في مكان لا يذكرني بك ، وأحاول اختلاق الأحباب
ولكني أرى عينيك على كل شيء لدرجة مثيرة للسخرية
ألاحق أشباهك لأتمتع بجمال وجود مالا يماثلك سوى بما اختلقته مخيلتي
لم يكن وجودك مجرد وجود على كل شيء تقع عيناي عليه بل كان أقوى من أن يختفي برحيلي
فقد كنت بأعماقي ، تغلغلت بي لدرجة لم تترك بها سبيلاً لانتزاعك من صدري
أشعر بالثقل والغم والاحتياج في كل مرة ينبض بها قلبي باسمك ، والإحباط سيد كل شيء يا سيدي !
أعاود رجوعي لعالمي وعالمك حيث كل مايوجد هو أنت ، والاختناق ، والصمت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق