إلى ابني العزيز .. ورقة موّجتها دموعي ، ملئت بالغصات والقهر ، والظلم بات سيد المكان والزمان
تلونت جدران حديقتنا بالسواد ، ملئت بنباتات كئيبة المنظر ، وريقات تذبل كما يذبل الجميع لوحده هنا
منظر أشبه بموتى ينتظرون زيارة الأحياء ، قلوب آلمها الخذلان تتطوق معاً باحثة عن التفاؤل
لماذا لا تسألني عن أحوالي ؟ في أقل الحالات اهتماماً ! فقط .. أسمعني صوتك
تحرص والدتك أسبوعياً على كتابة رسالة لك ، على الرغم بأنني أدرك أنك لن تقرأها
أتذكر يوماً أمضيناه سوياً لأعلمك كيفية استعمال الشوكة ؟!
بعد أن أتقنت استعمالها ورحلت ، شعرت بأن تلك الشوكة تخترقني لتشبث رؤوسها بقلبي مقتلعة إياه بقسوة
لقمة تتلوها لقمة .. أتآكل أنا شاهقة بالزمان وأزفر بك أنت فقط .. يامن بقي لي في الدنيا ليخذلني !
**
خرجنا لتنفس هواء نقي كما خططوا لنا ، يشيرون بأوامرهم باحثين لنا عن السعادة الكاذبة
نشعر هنا أحياناً ، بأن العديد من أجهزة التحكم تصر أسنانها طالبة منا التنفيذ ، أم هي أجهزة التحطم ؟!
حدقت بالسماء طويلاً يا بنيّ ! تظهر شقوقها واضحة مثلما رسم الزمان تجاعيده علي من بعدك
بكت السماء ، لا أدري .. ربما أشفقت علي وأرادت مشاركتي بدموعها المالحة المرّة .. الشهية !
ويحك يا بني ! أتسمع شهيقها ؟ وغصاتها ؟ وبكاءنا ؟!
بكينا كثيراً أنا ورفيقة وحدتي السماء ، فتوقفنا هلعاً .. أتدري ما أوقفنا ؟
خشيت عليك .. لعلك تكون تحتها فيصيبك المرض .. لعل ضعف مناعتك سيحاسبك علينا
والله وحده حسيبنا !
أتدري .. رغبتي بأن تبرني كان سببها الأقوى هو خوفي عليك
أخاف عليك من عقاب الله للابن العاق ، وأهلع كلما أسمع بأنه في الدنيا قبل الآخرة
هلاّ أعدتني .. لأعدك .. بأن كل ما أحتاجه .. هو برّ ينجيك من الشقاء !
**
عندما يسأل عني أحفادي يوماً .. فكرر لهم .. رحمها الله .. رحمها الله
فشنيع هو ما اقترفته .. قبضت على جرم حب والدتك لك لتعاقبها بإبعادها عنك
أسمعت يوماً بروح تنفصل عن قلبها وتحيى ؟
أما سمعت بغربة الحياة وحيداً .. كمن يلعق البؤس من الثرى .. كمن يشتهي الحديث لدرجة ينسى فيها صوته
أتدري بأن الصمت كحزمة أخشاب تحتك لتحترق وتعمّ الفوضى
أسهلٌ هو التشتيت ؟ وانتظار مالا ينتظر .. واحتقار مالا يحتقر .. والتلحف بالأكاذيب ؟!
أيقن خوفك من العيش بمثل تلك المشاعر .. فأنت خبزي أنا الخباز .. وثوبٌ زاهٍ فصلته ليرتديه غيري
فبالرغم منا .. نملك حنان الأمومة .. فمنذ طفولتي كنت حلمي
آمنت طويلاً بأن داخل كل أنثى أم صغيرة .. تكبر حينما تلتقي بفلذة كبدها
حنان مستخبئ .. يجعلني أرسل لك أحاديثي أملاً مني أن تبرّ بي قليلاً
لئلا تمر بمثل قهري كبيراً .. فتموت مبكراً .. ويحترق قلبي !
لا تفقد أحفادي احترامك ، ولا تذكر لهم حقيقتي .. سيأسفون لوجود قلب صلب كمثل كف أبيهم داخله !
**
من أجلك ، سئمت الذل واستصغار أمومتي ..
ومن أجلك ، سعيت بحلم أبواب تلم الحيارى .. تسقي العطشى .. وتجمع المبعثر
كثيرة هي الأبواب يا بني .. ولكني اخترت أبوابك
ملئت الدنيا بالعطشى واخترتك لتسقيني ، وإن كان درب الأماني طويلاً أختصره بك أنت
فأنت ذلك الجسد الذي أنماه رحمي ، وتلك الروح التي خرجت باكية ولونت أيامي
أنت غضبي ، وحبّي
وتحولت الآن .. لتكون عَجَبي !
تلونت جدران حديقتنا بالسواد ، ملئت بنباتات كئيبة المنظر ، وريقات تذبل كما يذبل الجميع لوحده هنا
منظر أشبه بموتى ينتظرون زيارة الأحياء ، قلوب آلمها الخذلان تتطوق معاً باحثة عن التفاؤل
لماذا لا تسألني عن أحوالي ؟ في أقل الحالات اهتماماً ! فقط .. أسمعني صوتك
تحرص والدتك أسبوعياً على كتابة رسالة لك ، على الرغم بأنني أدرك أنك لن تقرأها
أتذكر يوماً أمضيناه سوياً لأعلمك كيفية استعمال الشوكة ؟!
بعد أن أتقنت استعمالها ورحلت ، شعرت بأن تلك الشوكة تخترقني لتشبث رؤوسها بقلبي مقتلعة إياه بقسوة
لقمة تتلوها لقمة .. أتآكل أنا شاهقة بالزمان وأزفر بك أنت فقط .. يامن بقي لي في الدنيا ليخذلني !
**
خرجنا لتنفس هواء نقي كما خططوا لنا ، يشيرون بأوامرهم باحثين لنا عن السعادة الكاذبة
نشعر هنا أحياناً ، بأن العديد من أجهزة التحكم تصر أسنانها طالبة منا التنفيذ ، أم هي أجهزة التحطم ؟!
حدقت بالسماء طويلاً يا بنيّ ! تظهر شقوقها واضحة مثلما رسم الزمان تجاعيده علي من بعدك
بكت السماء ، لا أدري .. ربما أشفقت علي وأرادت مشاركتي بدموعها المالحة المرّة .. الشهية !
ويحك يا بني ! أتسمع شهيقها ؟ وغصاتها ؟ وبكاءنا ؟!
بكينا كثيراً أنا ورفيقة وحدتي السماء ، فتوقفنا هلعاً .. أتدري ما أوقفنا ؟
خشيت عليك .. لعلك تكون تحتها فيصيبك المرض .. لعل ضعف مناعتك سيحاسبك علينا
والله وحده حسيبنا !
أتدري .. رغبتي بأن تبرني كان سببها الأقوى هو خوفي عليك
أخاف عليك من عقاب الله للابن العاق ، وأهلع كلما أسمع بأنه في الدنيا قبل الآخرة
هلاّ أعدتني .. لأعدك .. بأن كل ما أحتاجه .. هو برّ ينجيك من الشقاء !
**
عندما يسأل عني أحفادي يوماً .. فكرر لهم .. رحمها الله .. رحمها الله
فشنيع هو ما اقترفته .. قبضت على جرم حب والدتك لك لتعاقبها بإبعادها عنك
أسمعت يوماً بروح تنفصل عن قلبها وتحيى ؟
أما سمعت بغربة الحياة وحيداً .. كمن يلعق البؤس من الثرى .. كمن يشتهي الحديث لدرجة ينسى فيها صوته
أتدري بأن الصمت كحزمة أخشاب تحتك لتحترق وتعمّ الفوضى
أسهلٌ هو التشتيت ؟ وانتظار مالا ينتظر .. واحتقار مالا يحتقر .. والتلحف بالأكاذيب ؟!
أيقن خوفك من العيش بمثل تلك المشاعر .. فأنت خبزي أنا الخباز .. وثوبٌ زاهٍ فصلته ليرتديه غيري
فبالرغم منا .. نملك حنان الأمومة .. فمنذ طفولتي كنت حلمي
آمنت طويلاً بأن داخل كل أنثى أم صغيرة .. تكبر حينما تلتقي بفلذة كبدها
حنان مستخبئ .. يجعلني أرسل لك أحاديثي أملاً مني أن تبرّ بي قليلاً
لئلا تمر بمثل قهري كبيراً .. فتموت مبكراً .. ويحترق قلبي !
لا تفقد أحفادي احترامك ، ولا تذكر لهم حقيقتي .. سيأسفون لوجود قلب صلب كمثل كف أبيهم داخله !
**
من أجلك ، سئمت الذل واستصغار أمومتي ..
ومن أجلك ، سعيت بحلم أبواب تلم الحيارى .. تسقي العطشى .. وتجمع المبعثر
كثيرة هي الأبواب يا بني .. ولكني اخترت أبوابك
ملئت الدنيا بالعطشى واخترتك لتسقيني ، وإن كان درب الأماني طويلاً أختصره بك أنت
فأنت ذلك الجسد الذي أنماه رحمي ، وتلك الروح التي خرجت باكية ولونت أيامي
أنت غضبي ، وحبّي
وتحولت الآن .. لتكون عَجَبي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق