وقفت حيث كنت تقف دوماً لأتحسس مكانك لدرجة أكاد أن أقبل الأرض بها
آه يا وليد ! لا أزال في كل تاسع عشر من يناير أقف متكئة ها هنا
وليد .. كسى الشيب رأسي .. أخشى رؤيتك لي بهذا القبح فوضعت بعض الزينة على وجهي
لبست الكثير من الحلي .. فهدوء هذا المكان مذهل كهدوءك
أشعر بك هنا .. رائحة مطر مدينتنا مميز ، وأصوات قطط الحديقة تشعرنني بأنهم سيقتربون
لتخرج الآن لهم كيس الخبز الذي ترفقه معك دوماً لتطعمهم ..
حينما أقف وأغمض عيناي .. أكاد أشعر بصوت أنفاسك وأرى بمخيلتي ابتسامتك الهادئة
فأفتحهما لأرى أنني هنا وحيدة .. هنا حيث والمطر والظلمة وليلاك !
تمر سنوات عديدة بعد فراقنا ولا أزال اقف فيها هنا منذ يوم رحيلك عن الحياة ..
**
ذلك كان يوم عيد بالنسبة لي ولك .. فهو أول موعد لنا سوياً لنخرج منذ عقد قراننا
اختلفنا كثيراً كعادتنا .. على الرغم من اختلافنا كنا ننجذب لبعضنا كثيراً
تماماً .. كقطبي المغناطيس
كنت أحب الطعام الإيطالي على عكسك قد كنت تحب الهندي
سألتك كثيراً عن سبب عشقك له فكنت تجيبني في كل مرة .. أحب الحرارة في كل شيء
ليس الطعام فقط يا ليلى أحب الصيف الساخن .. أحب أخذ حمام دافئ ..
وقبل كل ذلك .. فأنا عشقت كفيك الدافئتان والناعمتان قبل أي شيء اتحسس حرارته بالدنيا
وليد .. كنت صغيرة جداً حينها .. اعذرني !
**
في كل مرة كنت تعبر لي فيها ، كنت أشعر بأن قلبي يمتلئ بعصافير وفراشات تغرد وتتطاير
لكنها لا تجعلني أقوم بشيء سوى أن أرتعش لتهرول محتضناً إياي داخل معطفك الأسود الكبير
عندما يكون جسمي الهزيل داخله وأغرق برائحة عطرك القوي .. أشعر بأن تلك هي جنتي التي تكبر يوماً بعد يوم
كان حلمي أن أحضى بابتسامة منك .. ثم أحببتني .. دعوت كثيراً أن تكون من نصيبي
ومن ثم بدأت أبني مستقبلاً سعيداً يحوم حوله أبناءنا الصغار بشقاوة تمتزج بها براءتهم كخليط مذهل
أحببت مكاني هذا ! وأحببت وجودي معك أينما ذهبنا .. لكن صمتي كان فارغاً جداً
لم يكن ليصدر من تبلد ولكنني كنت أجوب الدنيا بحثاً عن كلمة تعبر عن حبي لك ولم أجد فاكتفيت بالصمت
وليد .. كنت أريد أن أقول الكثير من " أحبك " .. ولا أستطيع قولها الآن سوى للسماااااء !
**
وليد .. كنت مدمنة لك .. ولا أزال على الرغم من أنني أشعر بأن ذلك لا يليق على امرأة تسير بعقدها الرابع
ولكن عندما يمر طيفك ، أشعر بأنني أكون طفلة متشبثة بك ، يظهر بريق لابتسامتي الميتة حينما اتذكرك
عندما أهيم حباً لك أجد تناقضي العجيب في كل خطوة أقدم بها إليك
فكنت أحبك وأكره حبي لك
أحب ابتسامتك وأكره أن تكون موجهة لغيري
أحب نجاحك وأكره ألا أكون أحد أسبابه
كنت أكره أن يشاركني بك أحد .. أو شيء .. أو أن يعكر صفو سعادتنا غيرتي الشديدة
لم يكن برأيي ذلك غريباً على من تراك العالم بأكمله .. ولكنني كنت أراه غريباً علي أنا أن أرى شخصاً ما كالعالم !
**
في ذلك اليوم ارتديت أزهى ملابسي بلونك الذي تحبه علي
قلت لي بأن اللون الوردي يجعلني كزهرة متفتحة تزهر بين يديك ، فاستمررت بارتدائه كل مرة
قمت بكل ما تحبه ، فأسدلت شعري ووزعت خصلاته الناعمة حول وجهي فبرز لونه البني كما يعجبك
لم أضع الكثير من مستحضراتي التجميلية لئلا تنهرني ، فكنت تجعلني أقوم بمسحها لأن ملامحي بنظرك أجمل من أن تغطيها ألوان
وليد .. في ذلك الوقت كنت أتظاهر بأن ذلك يضايقني وأنني تعبت بوضعه
ولكنني في أعماق قلبي كنت سعيدة لأنني أعجبك كما أنا دون أن أضيف المزيد إليّ
وليد .. لن أضع الكثير ، سأرتدي ما تريد ، وسأفعل ما تريد ، وسأتحدث كثيراً ، لكن دعني أراك مرة أخيرة !
**
انتظرتك كثيراً لدرجة اغضبتني ، لم أرد أن أتصل لأظهر اهتمامي فاستلقيت في أريكة قريبة من الباب لأهرع إليه فور سماعي لاتصالك
ذهلت حينما انتهى اليوم دون أن أجدك ، عدت لغرفتي أبكي غيضاً فكيف بإمكانك أن تتجاهلني
راودتني العديد من الأفكار عما إذا كنت ستقوم بمقلب من مقالبك كعادتك أم أنك ستأتيني لبيتنا لتفاجئني
لذلك لم أخلع فستاني قط ، وعدتني أن تأتيني ولن تخيب وعدك أبداً
ارسلت لك رسالة بكلمة واحدة فقط " خذلتني " لأقفل هاتفي دون أن أفتحه مرة أخرى منذ ذلك اليوم
لم أعلم بتلك اللحظة بأن آخر رسالة سيستلمها هاتفك من ليلاك ستحمل خذلاناً لا ذنب لك فيه !
**
كذبتهم جميعاً ! لم أستحمل فكرة موتك .. لم أضع أي احتمالاً فلم يتقبل عقلي رحيلك
صرخت كثيراً حتى فقدت صوتي بأنك وعدتني أن تأتي .. لم يصدقوني يا وليد ! قلت لهم العديد مما وعدتني به
قلت وقلت حتى فقدت القدرة على قول أي شيء فبدأت أنتحب .. أنتحب شهوراً ودهوراً
أبكي على الأطلال بلا ملل ، اتأمل صورنا معاً واسمع تسجيلات صوتك
فوجئت بأنني كبرت كثيراً بعدك وكبر أيضاً حبي لك معي بدلاً من أن أفقده
تذكرت الكثير وقتها ، تذكرت لقائنا الأول في الحديقة حيث كنت تمارس الرياضة يومياً هناك
أما أنا كنت أذهب لأنزه اخوتي الصغار لتدهش أمي بحبي للحظة التي يصاب بها أخوتي بالضجر لأتوجه إليك
كنت أجلس مذهولة أراقبك وأنت تهرول ، وأسمع أنفاسك وكأنك هاهنا داخلي
تقف دوماً في تلك البقعة التي يجتمع فيها حولك القطط لأرسل أخوتي بالطعام مساعدين لك
كان ذلك أقصى طموحي ! لم أعلم بأنه قد كان إعجاباً متبادلاً لدرجة يعلقنا به القدر سوياً هكذا
**
وليد ، هل سأشيخ تابعة لطيفك ؟
زرتني ليلة أمس بحلمي برداء أبيض ، وكنت تقدم لي معطفك وتصرخ " ارتديه ! "
لم أعلم ما علي فعله ، اخذت المعطف منك دون أن أرتديه ، ولكنك ابتسمت ابتسامة واسعة حينما أخذته
استيقظت باكية قدر اشتياقي لابتسامتك ، وليد اشتقت لك ! افتقدك كثيراً
لم أشعر بنفسي وأنا أجثو على ركبتاي أدندن أغنيتك المفضلة ، حينها توقف المطر
عم المكان الهدوء لأسمع صوتك تغنيها فاترنت في وقفتي لأسير عائدة لبيتي على ألحان صوتك
كنت في حياتي أكبر من أن تكون ذكرى ، احتفظت بك داخل قلبي فغلفتك بالكثير من المحبة
لا تزال غالياً كما تراني أتلحف معطفك حتى الآن فأخرج به لعالم جديد ليس بدونك بل بك ومعك ومع السعادة !
آه يا وليد ! لا أزال في كل تاسع عشر من يناير أقف متكئة ها هنا
وليد .. كسى الشيب رأسي .. أخشى رؤيتك لي بهذا القبح فوضعت بعض الزينة على وجهي
لبست الكثير من الحلي .. فهدوء هذا المكان مذهل كهدوءك
أشعر بك هنا .. رائحة مطر مدينتنا مميز ، وأصوات قطط الحديقة تشعرنني بأنهم سيقتربون
لتخرج الآن لهم كيس الخبز الذي ترفقه معك دوماً لتطعمهم ..
حينما أقف وأغمض عيناي .. أكاد أشعر بصوت أنفاسك وأرى بمخيلتي ابتسامتك الهادئة
فأفتحهما لأرى أنني هنا وحيدة .. هنا حيث والمطر والظلمة وليلاك !
تمر سنوات عديدة بعد فراقنا ولا أزال اقف فيها هنا منذ يوم رحيلك عن الحياة ..
**
ذلك كان يوم عيد بالنسبة لي ولك .. فهو أول موعد لنا سوياً لنخرج منذ عقد قراننا
اختلفنا كثيراً كعادتنا .. على الرغم من اختلافنا كنا ننجذب لبعضنا كثيراً
تماماً .. كقطبي المغناطيس
كنت أحب الطعام الإيطالي على عكسك قد كنت تحب الهندي
سألتك كثيراً عن سبب عشقك له فكنت تجيبني في كل مرة .. أحب الحرارة في كل شيء
ليس الطعام فقط يا ليلى أحب الصيف الساخن .. أحب أخذ حمام دافئ ..
وقبل كل ذلك .. فأنا عشقت كفيك الدافئتان والناعمتان قبل أي شيء اتحسس حرارته بالدنيا
وليد .. كنت صغيرة جداً حينها .. اعذرني !
**
في كل مرة كنت تعبر لي فيها ، كنت أشعر بأن قلبي يمتلئ بعصافير وفراشات تغرد وتتطاير
لكنها لا تجعلني أقوم بشيء سوى أن أرتعش لتهرول محتضناً إياي داخل معطفك الأسود الكبير
عندما يكون جسمي الهزيل داخله وأغرق برائحة عطرك القوي .. أشعر بأن تلك هي جنتي التي تكبر يوماً بعد يوم
كان حلمي أن أحضى بابتسامة منك .. ثم أحببتني .. دعوت كثيراً أن تكون من نصيبي
ومن ثم بدأت أبني مستقبلاً سعيداً يحوم حوله أبناءنا الصغار بشقاوة تمتزج بها براءتهم كخليط مذهل
أحببت مكاني هذا ! وأحببت وجودي معك أينما ذهبنا .. لكن صمتي كان فارغاً جداً
لم يكن ليصدر من تبلد ولكنني كنت أجوب الدنيا بحثاً عن كلمة تعبر عن حبي لك ولم أجد فاكتفيت بالصمت
وليد .. كنت أريد أن أقول الكثير من " أحبك " .. ولا أستطيع قولها الآن سوى للسماااااء !
**
وليد .. كنت مدمنة لك .. ولا أزال على الرغم من أنني أشعر بأن ذلك لا يليق على امرأة تسير بعقدها الرابع
ولكن عندما يمر طيفك ، أشعر بأنني أكون طفلة متشبثة بك ، يظهر بريق لابتسامتي الميتة حينما اتذكرك
عندما أهيم حباً لك أجد تناقضي العجيب في كل خطوة أقدم بها إليك
فكنت أحبك وأكره حبي لك
أحب ابتسامتك وأكره أن تكون موجهة لغيري
أحب نجاحك وأكره ألا أكون أحد أسبابه
كنت أكره أن يشاركني بك أحد .. أو شيء .. أو أن يعكر صفو سعادتنا غيرتي الشديدة
لم يكن برأيي ذلك غريباً على من تراك العالم بأكمله .. ولكنني كنت أراه غريباً علي أنا أن أرى شخصاً ما كالعالم !
**
في ذلك اليوم ارتديت أزهى ملابسي بلونك الذي تحبه علي
قلت لي بأن اللون الوردي يجعلني كزهرة متفتحة تزهر بين يديك ، فاستمررت بارتدائه كل مرة
قمت بكل ما تحبه ، فأسدلت شعري ووزعت خصلاته الناعمة حول وجهي فبرز لونه البني كما يعجبك
لم أضع الكثير من مستحضراتي التجميلية لئلا تنهرني ، فكنت تجعلني أقوم بمسحها لأن ملامحي بنظرك أجمل من أن تغطيها ألوان
وليد .. في ذلك الوقت كنت أتظاهر بأن ذلك يضايقني وأنني تعبت بوضعه
ولكنني في أعماق قلبي كنت سعيدة لأنني أعجبك كما أنا دون أن أضيف المزيد إليّ
وليد .. لن أضع الكثير ، سأرتدي ما تريد ، وسأفعل ما تريد ، وسأتحدث كثيراً ، لكن دعني أراك مرة أخيرة !
**
انتظرتك كثيراً لدرجة اغضبتني ، لم أرد أن أتصل لأظهر اهتمامي فاستلقيت في أريكة قريبة من الباب لأهرع إليه فور سماعي لاتصالك
ذهلت حينما انتهى اليوم دون أن أجدك ، عدت لغرفتي أبكي غيضاً فكيف بإمكانك أن تتجاهلني
راودتني العديد من الأفكار عما إذا كنت ستقوم بمقلب من مقالبك كعادتك أم أنك ستأتيني لبيتنا لتفاجئني
لذلك لم أخلع فستاني قط ، وعدتني أن تأتيني ولن تخيب وعدك أبداً
ارسلت لك رسالة بكلمة واحدة فقط " خذلتني " لأقفل هاتفي دون أن أفتحه مرة أخرى منذ ذلك اليوم
لم أعلم بتلك اللحظة بأن آخر رسالة سيستلمها هاتفك من ليلاك ستحمل خذلاناً لا ذنب لك فيه !
**
كذبتهم جميعاً ! لم أستحمل فكرة موتك .. لم أضع أي احتمالاً فلم يتقبل عقلي رحيلك
صرخت كثيراً حتى فقدت صوتي بأنك وعدتني أن تأتي .. لم يصدقوني يا وليد ! قلت لهم العديد مما وعدتني به
قلت وقلت حتى فقدت القدرة على قول أي شيء فبدأت أنتحب .. أنتحب شهوراً ودهوراً
أبكي على الأطلال بلا ملل ، اتأمل صورنا معاً واسمع تسجيلات صوتك
فوجئت بأنني كبرت كثيراً بعدك وكبر أيضاً حبي لك معي بدلاً من أن أفقده
تذكرت الكثير وقتها ، تذكرت لقائنا الأول في الحديقة حيث كنت تمارس الرياضة يومياً هناك
أما أنا كنت أذهب لأنزه اخوتي الصغار لتدهش أمي بحبي للحظة التي يصاب بها أخوتي بالضجر لأتوجه إليك
كنت أجلس مذهولة أراقبك وأنت تهرول ، وأسمع أنفاسك وكأنك هاهنا داخلي
تقف دوماً في تلك البقعة التي يجتمع فيها حولك القطط لأرسل أخوتي بالطعام مساعدين لك
كان ذلك أقصى طموحي ! لم أعلم بأنه قد كان إعجاباً متبادلاً لدرجة يعلقنا به القدر سوياً هكذا
**
وليد ، هل سأشيخ تابعة لطيفك ؟
زرتني ليلة أمس بحلمي برداء أبيض ، وكنت تقدم لي معطفك وتصرخ " ارتديه ! "
لم أعلم ما علي فعله ، اخذت المعطف منك دون أن أرتديه ، ولكنك ابتسمت ابتسامة واسعة حينما أخذته
استيقظت باكية قدر اشتياقي لابتسامتك ، وليد اشتقت لك ! افتقدك كثيراً
لم أشعر بنفسي وأنا أجثو على ركبتاي أدندن أغنيتك المفضلة ، حينها توقف المطر
عم المكان الهدوء لأسمع صوتك تغنيها فاترنت في وقفتي لأسير عائدة لبيتي على ألحان صوتك
كنت في حياتي أكبر من أن تكون ذكرى ، احتفظت بك داخل قلبي فغلفتك بالكثير من المحبة
لا تزال غالياً كما تراني أتلحف معطفك حتى الآن فأخرج به لعالم جديد ليس بدونك بل بك ومعك ومع السعادة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق